الكفر الاداري والشكر الواجب للمدرسة ولاء بعد الظلم الآثم
حلب..
تحت مسمى مقتضيات المصلحة العامة تم نقل المعلمة ولاء اسكيف من مدرستها الى مدرسة في الريف البعيد عن منزلها كعقوبة لرأيها الشخصي كتبته على مواقع التواصل الاجتماعي تمنت ان يصل قرار الاقالة الى محافظ حلب، وبعد ان ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالخبر والمخالفة ووصلت القصة الى وكالات الانباء العالمية، تحركت الحكومة من اصغر موظف الى وزير التربية ليسأل المدرسة عن حالها ويطمئن على صحتها النفسية، والسبب في ذلك هو فقط ان قصتها أصبحت قصة رأي عام .
الأمر المثير للجدل هو الشكر الذي وجهته المدرسة ولاء الى اصحاب القلوب الطيبة الذين هم أنفسهم وقعوا على قرار نقلها وأقروا عقوبتها، وذلك بعد تلقيها المزيد من الاتصالات، ولا نعلم إذا وصلت سلال المساعدات الى منزلها بعد هذا الواقع كما جرت العادة.
بكل الاحوال ما نريد ان نقوله هو الاتي عن اي مصلحة عامة يتم النقل التعسفي للموظفين من دون سبب، واذا كان الامر كما اعلنت تربية حلب من تغيب المدرسة واهمالها في عملها، فلماذا لم تبق تربية حلب على موقفها كون هذه العقوبة جاءت بعد سلسلة عقوبات منها: الانذار والتنبيه وخصم من الراتب ونشرت هذا السجل للمدرسة وقالت انها تطبق القوانين والانظمة بحذافيرها.
ما قرأته على بعض الصفحات الناطقة باسم أحد الشخصيات الهامة في الاعلام السوري ان هناك لجنة تفتيش عليا شكلت للتحقيق في الحادثة، واتخاذ الاجراءات المناسبة بحق المخالفين، وهنا اسمحوا لي بالقول ان قصص التزوير والظلم في سورية أكبر مما يتوقع أي مسؤول سوري، وأن انشغال السلطات بقضايا صغيرة كما حدث مع المعلمة في حلب يحرف البوصلة الى الانشغال عن القضايا الكبيرة التي هي في الاساس سبب هذا الكفر الاداري الذي وصلنا اليه، والدليل على ذلك تقديم واجب الشكر بعد الظلم الاثم.
A2Zsyria