المراكز الثقافية شاهد زور على سرقة الثقافة الشعبية!!
دمشق..
أكثر من ٤٠٠ مركز ثقافي في سورية تغطي جميع المناطق والنواحي، هي عبارة عن بناء كبير يضم مكتبات ومسارح وأدوات تقنية وموظفين، تقف اليوم شاهدة على غياب الثقافة الشعبية.
الدورات التدريبية والترفيهية غابت أيضاً عن هذه المراكز، وخاصة في فترة الصيف بعد عجز وزارة الثقافة عن إيجاد مدربين وتأمين الأجور اللازمة لهم، واليوم تمنح أجرة المدرب في الساعة ٥٠٠ ليرة فقط أقل من ثمن علكة، بينما أجرته في أي مركز خاص لا أقل من ١٠ آلاف ليرة , فمن المسؤول عن ترك هذه المراكز والتجهيزات يعتليها الغبار وتموت بالتقادم مع تطور التكنولوجيا دون الاستفادة منها، خاصة وأن القائمين والمؤتمنين عليها ينقصهم الحيلة في إدارتها ؟!!.
صحيح أن المراكز الثقافية وجدت من أجل إحياء الثقافة الشعبية، والوصول إلى الفئات الشعبية غير القادرة على اتباع الدورات وإقامة الدورات المهنية وإتاحة المطالعة المجانية أمام الجميع، لكن للأسف اليوم هناك من يعمل على تحييد هذه المراكز عن القيام بدورها بقصد أو من دون قصد.
المراكز الثقافية تمت سرقتها من قبل بعض العارفين بما تضمه من قيم ثقافية، وهناك من استعار كتاب قيمته بعشرات الآلاف ببطاقة إعارة ثمنها ٣٠٠ ليرة ولم يرد أمانته، والمراكز عاجزة عن استرداد مسروقاتها ورفع قيمة بطاقة الإعارة أو إيجاد آلية لضبط السرقة.
ومن شفط الكتب إلى شفط المكافآت الخاصة بالمحاضرين التي تخصّص لكل محاضر والتي هي محددة اليوم بـ ١٠ آلاف ليرة وهناك البعض لا يحصل عليها.
والسؤال إذا كانت وزارة الثقافة عاجزة عن إدارة هذه المراكز، وبدلاً من تركها كتل اسمنتية لا فائدة منها تتهالك مع الزمن , أليس من الأجدى التفكير باستثمارها والتعاقد مع مدربين، وتأجير قاعات بعينها سنوياً أو فصلياً بأجور معقولة، بحيث تكون الأولوية لمن يلتزم بالتدريب ضمن المراكز، شرط إقامة دورات بأجور معقولة تحقق الثقافة الشعبية وهي الغاية من إيجاد هذه المراكز.
أفكار استثمار وطريقة تفعيل هذه المراكز كثيرة جداً لمن يود تفعليها، وترك هذه المراكز على واقعها الحالي تتهالك دون منفعة بات يتطلب امتلاك الجرأة واتخاذ القرار المناسب لوقف سرقة الثقافة الشعبية.
الساعة_25