تشكيل الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية… ماذا عن الانتهاكات الأخرى؟
أصدر الرئيس السوري أحمد الشرع مرسوماً يقضي بتشكيل الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية، وهي هيئة مستقلة تهدف إلى كشف الحقائق حول الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها النظام السابق، ومحاسبة المسؤولين عنها، وجبر الضرر الواقع على الضحايا، وذلك في إطار تحقيق المصالحة الوطنية وبناء دولة القانون.
الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية
وفقاً للمرسوم، ستعمل الهيئة على: كشف الحقيقة حول الانتهاكات التي تسبب بها النظام السابق. ومساءلة ومحاسبة المسؤولين عن تلك الانتهاكات بالتنسيق مع الجهات المعنية.و جبر الضرر الواقع على الضحايا وضمان عدم تكرار الجرائم.و ترسيخ مبادئ المصالحة الوطنية لضمان استقرار البلاد.
اقرأ أيضا: العدالة الانتقالية في سوريا: الخيار الأفضل لتبريد الدماء بعد الاتفاق على تعريف الضحية
وقد تم تعيين عبد الباسط عبد اللطيف رئيساً للهيئة، مع تكليفه بتشكيل فريق العمل ووضع النظام الداخلي خلال 30 يوماً من تاريخ الإعلان.
بينما يركز المرسوم على انتهاكات النظام السابق، تثار تساؤلات حول الجرائم التي ارتكبتها الفصائل المسلحة، بما في ذلك الخطف والقتل، فضلاً عن معاناة آلاف المعاقين والمهجرين بسبب النزاع. تقارير حقوقية تشير إلى أن بعض الفصائل المسلحة المدعومة من جهات خارجية مارست انتهاكات جسيمة، مثل الاحتجاز التعسفي والابتزاز والتعذيب، مما يستدعي تحقيقاً شاملاً لضمان العدالة لجميع الضحايا.
الضحية والجلاد في الأزمة السورية
في سياق الأزمة السورية، يبرز مفهوم الضحية والجلاد بشكل معقد، حيث لا يقتصر الأمر على طرف واحد. الضحية قد تكون مدنيين تعرضوا للقصف أو الاعتقال أو التهجير، بينما الجلاد قد يكون النظام السابق، الفصائل المسلحة، أو حتى القوى الخارجية التي ساهمت في تأجيج النزاع. الأزمة السورية ليست مجرد صراع بين طرفين، بل هي حرب متعددة الأطراف، حيث تتداخل المصالح الإقليمية والدولية، مما يجعل تحديد المسؤوليات أمراً بالغ التعقيد.
هل تحقق الهيئة العدالة الشاملة؟
رغم أن تشكيل الهيئة يمثل خطوة إيجابية نحو العدالة الانتقالية، إلا أن نجاحها يعتمد على شمولية التحقيقات وعدم اقتصارها على طرف واحد. تحقيق العدالة يتطلب محاسبة جميع الأطراف المتورطة في الانتهاكات، وضمان حقوق الضحايا بغض النظر عن الجهة التي ارتكبت الجرائم.
هل ترى أن هذه الهيئة ستكون قادرة على تحقيق العدالة لجميع الضحايا، أم أنها ستواجه تحديات في معالجة الانتهاكات من كافة الأطراف؟
A2Zsyria
صفحة الفيس بوك :https://www.facebook.com/narampress?locale=ar_AR