تصدير الحمضيات الخطوة المتأخرة .. وزارة الزراعة تتجاهل الحقيقة المُرة
طرطوس..
من يتابع تراجع إنتاج سورية من الحمضيات بشكل سنوي من أكثر من 1.2 مليون طن إلى أقل من 700 إلف طن يعتصر قلبه على هذه الأشجار التي أعدمتها وزارة الزراعة، والسياسات الحكومية المتعاقبة السابقة، والتي أدت إلى إجبار الفلاحين على اقتلاع شجرة الليمون وإبدالها بأشجار وزراعات أخرى بعد الفشل الذريع في تسويقها وعدم مردودية العناية بها .
وعلى مدى السنوات الماضية كان موسم الحمضيات يتلف في أراضي المزارعين الذين أجبروا بعد الخسارات المتتالية إلى اقتلاع أشجارهم وكل ما تدعيه وزارة الزراعة عن سبب تراجع الموسم بسبب قلة الأمطار والتغيرات المناخية نقول للمسؤولين عليكم التحلي بالمصداقية والاعتراف بالحقيقة، عدد أشجار الحمضيات الموجودة في الوزارة تغيرت وتبدلت عشرات المرات والإحصاءات تراجعت والسبب هو عدم جدوى هذه الزراعة، والتحول في المناطق الساحلية إلى زراعة المنتجات الاستوائية التي تغزو أسواقنا، وطلاق زراعة الليمون الحامض أبو حلمة المشهور الذي تبحث في الأسواق عنه ولا تجده .
موسم الحمضيات ظلم من قبل القرارات المتأخرة التي لم ترفعه إلى مستوى المحاصيل الإستراتيجية ولو تم تبنيه وحافظنا على أشجار الحمضيات من سنوات سابقة لكنا في صدارة الدول المصدرة لهذا النوع من الحمضيات .
بعد الجهات الحكومية الفاشلة في إيجاد حيلة للتسويق أو عدم رغبتها أو مطلوب منها تشتكي بان الأصناف السورية غير مرغوبة للتصدير بينما هذه الأصناف تتمتاز بطعمتها وجودتها والكثير من المعامل تشتري هذه المنتجات بأسعار بخس وتصنعها وتصدرها وتارة تقوم بمعارض ومهرجانات وتوزعه مجانا والكثير من الافكار القاصرة التي أوصلتنا الى هذه النتيجة.
مع كل عام تتجدد المعاناة لكنها أصبحت تخبو قليلا، والسبب هو الوصول إلى قناعة بان هذا المحصول أصبح خارج معادلة الفلاحين، وتم التخلي عن زراعته وهنا التعامي عن هذه الحقيقة من قبل وزارة الزراعة ستوصلنا إلى عام سورية بلا حمضيات أو تستورد الليمون الحامض أبو حلمة المشهور بإنتاجه الشهري والسنوي، من ينقذ هذا القطاع من التدهور ومن يقول الحقيقة، نحن نحذر من ظاهرة الإقلاع عن زراعة الحمضيات وندعو وزارة الزراعة إلى الوقوف على حقيقة الواقع والاعتراف به لمحاولة معالجته.
A2Zsyria