تعليق العقوبات الأوروبية من دون تحرير نظام سويفت فقاعة
على الرغم من الترحيب العربي والمحلي بقرار الاتحاد الأوروبي تعليق عدد من العقوبات الأوروبية المفروضة على سوريا، إلا أنه يجب أن يعلم الجميع أن تعليق العقوبات الأوروبية جزئيا على سوريا من دون تحرير نظام سويفت للمصرف المركزي، والسماح للمصرف باستقبال الحوالات الكبيرة من الدول التي ترغب بمساعدة سوريا لا قيمة للعقوبات التي رفعت بالنسبة لإعادة الإعمار .المعضلة الأساسية للنهوض بسوريا وهي تحرير نظام سويفت، والمصرف المركزي السوري من العقوبات يعلقها الاتحاد الأوروبي لهذه المعضلة، ويرهنها برؤية انتقال ديمقراطي حقيقي للسلطة يضمن حقوق الأفراد، وهذا ما يحتم أن طريق سوريا الحقيقي نحو إعادة الإعمار والتعافي الكامل لن يكون سالكاً تماماً إلا في حال رفع كل العقوبات المفروضة عليها، وهو أمر قد يأخذ شهوراً عدة على أقل تقدير.
اقرأ ايضا:الاتحاد الأوروبي يتفق على خريطة طريق لتخفيف العقوبات على سوريا
سوريا تحتاج إلى مساعدات عاجلة من أجل النهوض وبدء دوران عجلة الانتاج قد تكون 3 أو 5 مليارات دولار، وهذا يمكن أن تقدمه بعض الدول العربية أو يمكن استدانته منها لكن كيف سيدخل هذا المبلغ إلى المصرف المركزي، وعليه العقوبات وطريق سويفت مغلق، ولا يمكن جلب المبالغ الكبيرة بالحقائب كون غير مسموح نقل أكثر من 10 الاف دولار لكل فرد أمام هذه المعضلة، يبقى الاقتصاد السوري يراوح مكانه، والعين تتجه نحو تحرير نظام سويفت.
العقوبات الأوروبية على سوريا
نظام سويفت للمصرف المركزي
اقرأ أيضا:تعليق العقوبات المفروضة على سوريا تشمل هذه القطاعات
رفع العقوبات ترهنه واشنطن بما أسمته انتقال ديمقراطي للسلطة، وهذا الانتقال يسير وفق خطة مرسومة قد تطول وتقصر، وقد لا تعجب واشنطن، وهذا مربط الفرس، أنه يجب على واشنطن أن ترفع العقوبات من أجل السير بالعملية الاقتصادية، وصرف الشارع السوري عن السياسة، والفيس بوك، والتوجه نحو العمل والنهوض ببلدهم وتخفيف حدة الاحتقان الفيسبوكي الذي يعكس الصورة السلبية عن سوريا، من أجل التراجع من قبل واشنطن، ويجعل الغرب يتمسك بالانتقال الديمقراطي للسلطة .
هذه المعضلة والدوران في حلقة مفرغة لا بد من إحداث الخرق المطلوب في هذه الحلقة من أجل الإسراع بالنهوض، والالتفات إلى إعادة الإعمار، والسؤال الأهم كيف نحدث نفكك هذه المعادلة؟!.