تفاصيل زيارة وفد من «الكونغرس» الأميركي ريف حلب
زار وفد من «الكونغرس» الأميركي مناطق في ريف حلب الشمالي، وجال في أحد المخيمات في الشمال الغربي من سوريا، بمشاركة رئيس «هيئة التفاوض السورية»، بدر جاموس، لنحو ساعة ونصف الساعة. وفي خلال الجولة، استعرض ثلاثة أعضاء من الكونغرس، هم فرينش هيل وبن كلاين وسكوت فيتزجيرالد، الحضور الأميركي في المنطقة الخارجة عن سيطرة الحكومة. ومثّل هذا الاستعراض، أمام عشرات كاميرات التصوير، محاكاة لزيارة مماثلة قام بها عضو الكونغرس الأميركي، جون ماكين، قبل عشر سنوات، للمنطقة ذاتها، بالتوازي مع انطلاق مشروع أميركي لتدريب مقاتلي المعارضة السورية بالتعاون مع تركيا، عاد ليمنى بالفشل لاحقاً.
اقرأ أيضا:مفاوضات صعبة في «أستانا»: دمشق تضغط بالميدان
وأعادت الزيارة، التي جاءت بتنسيق من جماعات أميركية من أصل سوري شكّلت خلال الأعوام الماضية «لوبي» في أروقة السياسة الأميركية بحسب صحيفة الاخبار، فتح الباب أمام عروض سابقة تقدّم بها رجال أعمال أميركيون من أصول سورية لتأسيس مشاريع اقتصادية للاستفادة من استثناءات «قانون قيصر». وتشمل هذه المشاريع مناطق سيطرة «قوات سوريا الديموقراطية – قسد» ومناطق في ريف حلب، لتصبّ في سياق محاولة أميركية مستمرة لفتح الأبواب المغلقة بين «قسد» والفصائل التي تسيطر على ريف حلب – وهو ما يُقابل برفض تركي حازم -، أملاً في توحيد المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة. كذلك تأتي الزيارة في وقت يشهد فيه دور «الائتلاف» المعارض تراجعاً كبيراً لصالح «اللجان المحلية» و«الحكومة المؤقتة» و«هيئة التفاوض» التي يجري تعويمها، في إطار مشروع تركي يهدف إلى توحيد مرجعية المناطق التي تنتشر فيها الفصائل الموالية لها وربطها بـ«والٍ تركي» واحد، لتخفيف الأعباء الأمنية والاقتصادية المترتّبة على أنقرة.
اقرأ أيضا:لقاءات أمنية جديدة بين أنقرة ودمشق في شباط وطريق اللاذقية حلب سيكون سالكا
ويبدو لافتاً في الزيارة، التي حملت طابعاً سياسياً، أنها جاءت بُعيد ثلاثة أيام على زيارة ذات طابع عسكري أجراها وزير الدفاع الأميركي السابق، كريستوفر ميلر، إلى مناطق سيطرة «قسد»، ليعيد تأكيد استمرار دعم «الإدارة الذاتية»، تحت مظلة جديدة تستخدمها واشنطن لتبرير وجودها العسكري غير الشرعي في سوريا، وهي «محاربة المخدرات»، إلى جانب «محاربة الإرهاب». والذرائع هذه نفسها استخدمها أيضاً رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، مارك ميلي، خلال حوار أجراه مع «قناة المملكة» الأردنية، الخميس الماضي، أعلن خلاله أن بلاده «ستحافظ على وجود عسكري محدود لمحاربة الإرهاب ومكافحة المخدرات». واستبعد ميلي زيادة عديد القوات الأميركية في سوريا، إذ ربطه بـ«مدى التهديدات والحاجة»، علماً أن القوات الأميركية استقدمت خلال الفترة الماضية تعزيزات عسكرية غير مسبوقة من بينها آليات ثقيلة ومنظومات حرب إلكترونية وغيرها، لتحصين قواعدها في المناطق النفطية السورية، وفي قاعدة «التنف» عند المثلث الحدودي مع العراق والأردن، والتي تشكل قاعدة إمداد خلفية لدعم مقاتلي تنظيم «داعش» الذين كثفوا هجماتهم الدامية في الفترة الأخيرة، بحسب دمشق وموسكو.
صفحة الفيس بوك: https://www.facebook.com/narampress