اخترنا لكمعرب وغرب

جمعهم الجنون والانتقام.. من هم قتلة رؤساء أمريكا؟

 قتلة رؤساء أمريكا ..تعرّض 4 رؤساء أمريكيين للاغتيال بداية من لينكولن وماكينلي وجارفيلد وحتى المرشح روبرت كينيدي، كل ما جمّع الذين نجحوا في اغتيالهم الرغبة في الانتقام أو خروجهم من المشهد السياسي والجنون أيضًا.. فمَن هم هؤلاء القتلة الذين حاولوا تغيير مسار التاريخ؟..

 الرئيس “لينكولن”.. القاتل: جون ويلكس بوث

اغتيل رئيس الولايات المتحدة السادس عشر أبراهام لينكولن، في 14 أبريل 1865، بينما كان يحضر عرضًا مسرحيًا وكانت الحرب الأهلية الأمريكية على وشك الانتهاء. وقعت عملية الاغتيال بعد خمسة أيام من استسلام روبرت إدوارد لي قائد الجيش الكونفدرالي منهيًا بذلك الحرب الأهلية.

“لينكولن” كان الرئيس الأمريكي الأول الذي تم اغتياله، لكن قبلها بـ30 عامًا كانت هناك محاولة غير ناجحة لقتل الرئيس أندرو جاكسون في العام 1835، وخطط لعملية اغتيال لينكون الممثل المسرحي المعروف جون ويلكس بوث في محاولة منه لإحياء قضية الولايات الكونفدرالية.

قتلة رؤساء أمريكا

أما القاتل “بوث” فكان ممثلًا مسرحيًا متدربًا أعدّ خطة لخطف الرئيس الأمريكي لينكولن ونائبه ووزير الخارجية، لكنه بعد ذلك قرر تغيير الخطة بقتل الثلاثة.
في البداية وضع خطة لخطف الرئيس بعد إعادة انتخابه رئيسًا، واصطحابه إلى مدينة ريشموند عاصمة ولاية فيرجينيا وحجزه هناك لمبادلته بسجناء حرب جنوبيين، وإنهاء الحرب لمصلحة الجنوب.
وضع “بوث” خطة لإطلاق الرصاص على لينكولن أثناء ضحك أو تصفيق الجمهور الحاضر للعرض، وبالفعل وبفضل تغيّب الشرطي المكلف بحراسة الرئيس للحظات، دخل بوث المقصورة وأطلق النار عليه.

اقرأ أيضا: القوات الأمريكية لن تنسحب من سوريا

هرب “بوث” مع شركائه لكنه ظل مطاردا من السلطات الفيدرالية، وقُبض عليه وقُتل بعد مرور 12 يومًا فقط على الجريمة بعد ما حوصر على يد رجال الجيش في أحد حقول التبغ وأشعلوا النار فيها، وهنا حاول القاتل الخروج والهرب، وتم إطلاق النار عليه وأُصيب في عنقه وفارق الحياة في 26 إبريل سنة 1865، ودُفن في مقبرة جرين ماونت في بالتيمور.
أما عن بقية خطة الاغتيال التي كان مخطط لها، فلم تنجح محاولة اغتيال وزير الخارجية “وليام سيوارد” ولا نائب الرئيس “أندرو جونسون”، وبذلك لم يتحقق هدف المؤامرة الكلي. وألقي القبض على جميع شركاء بوث من المتآمرين (كان إجمالي عدد المتآمرين عشرة) وتم إعدامهم في ساحة من ساحات واشنطن يوم 7 يوليو سنة 1865.

الرئيس “جارفيلد”.. القاتل: تشارلز جيتو

كاتب ومحام أمريكي اغتال جيمس جارفيلد، الرئيس الـ20 لأمريكا، وصاحب ثاني أقصر فترة رئاسية، وذلك في العاصمة واشنطن عام 1882، بسبب رفض الأخير وحكومته طلب تعيينه سفيرًا للولايات المتحدة في باريس.
وقد تحوّل “جيتو” من الدعم الشديد إلى العداء بعد فوز جارفيلد برئاسة الولايات المتحدة، بسبب سعي “جيتو” للوصول إلى منصب السفير الأمريكي في النمسا، إلا أن غيّر مطلبه ليطالب بتعيينه سفيرًا في باريس، حتى إنه حاول مع وزير الخارجية آنذاك جيمس جي بلين، لكن الأخير قال له: “لا تتحدث معي حول موضوع قنصلية باريس ما دمت على قيد الحياة”.
نزل المحامي والكاتب الأمريكي في الغرفة 222 من فندق “ريج”، أحد أفخم فنادق العاصمة واشنطن، ليقدم على جريمته، وكان اشترى يوم 6 يونيو، مسدسًا من عيار 44 بريطاني الصنع.
في أثناء وصول الرئيس إلى محطة قطارات بالتيمور وبوتوماك يوم 2 يوليو 1881، كان “جيتو” ينتظره، ومن خلف المقاعد، مد يده إلى جيبه، وأخرج المسدس، ثم عبر غرفة الانتظار أطلق النار على الرئيس، لتخترق الرصاصة ظهره، فانهار الرئيس وسقط أرضًا، وتم إسعافه، إلا أنه بقي لأكثر من شهرين في المستشفى، ليفارق الحياة يوم 19 سبتمبر 1881.
حيّر جيتو المحكمة، فأحيانًا كان يغني، وأحيانًا يدّعي الجنون، فقرر المحلفون بأنه قاتل، ومذنب، ومجنون في الوقت نفسه، فحلّ موعد الإعدام، وتمكن 250 شخصًا من دخول ساحة السجن لمشاهدة عملية إعدامه شنقًا، وكانت آخر كلمات قالها: “المجد.. المجد.. المجد”.

الرئيس “ماكينلي”.. القاتل: ليون كولجوش

في زيارة لمعرض “عموم أمريكا”، الذي كان يقام في مدينة بوفالو بولاية نيويورك، وبالتحديد في العام 1901، كان ضمن برنامج الرئيس الأمريكي وليام ماكينلي أن يصافح بعض المعجبين به.
بالفعل اقترب منه أحدهم ليصافحه، ثم أزاح منديلًا كان يغطي به مسدسًا في يده اليمنى، قبل أن يطلق النار مرتين على ، ويصيبه في بطنه وصدره، ما تسبب في موته بعد ذلك ببضعة أيام.
وكشف القاتل العاطل عن العمل منذ عدة سنوات أنه أناركي (فوضوي)، وبرر ما فعله قائلًا: “كيف يمكن لإنسان أن يحظى بكل هذا التقدير بينما لا يحظى غيره بذلك؟”.
وقد مات الرئيس الأمريكي ماكينلي يوم 9 سبتمبر 1901، بينما أعدم كولجوش بعد ذلك على الكرسي الكهربائي وأذيب جسده في مادة الكبريت.

اقرأ أيضا:واشنطن: لا نسعى لانسحاب روسيا من سوريا ولا نقدم تنازلات

ولفتت الصحف الأمريكية وقتها إلى أن رجال حاشية ماكينلي عبّروا عن تحفظهم على حضوره لهذا الحدث، إذ كانوا قد سمعوا عن هجمات طالت أوروبا نفّذها من يطلق عليهم “الفوضويون”، لكن الرئيس رد عليهم بالقول: “لم لا أفعل؟ لا أعتقد أن ثمة من يريد أن يؤذيني”.
ولم يكن يرافق الرئيس لحمايته سوى عدد قليل من عملاء المخابرات وضباط شرطة من مدينة بوفالو، و11 جنديًا.

الرئيس “كينيدي”.. القاتل: لي هارفي أوزوالد: 

كان لي هارفي أوزوالد جنديًا سابقًا في قوات المارينز، في 22 نوفمبر 1963 اغتال رئيس الولايات المتحدة جون كينيدي.
أُعفى أوزوالد من الخدمة العسكرية في المارينز إلى الاحتياطي وانشق إلى الاتحاد السوفيتي في أكتوبر 1959. عاش في مينسك حتى شهر يونيو من عام 1962، عندما عاد إلى الولايات المتحدة مع زوجته الروسية، مارينا، واستقر في نهاية المطاف في دالاس. استنتجت خمسة تحقيقات حكومية أن أوزوالد أطلق النار على كينيدي وقتله من الطابق السادس من دار محفوظات كتب مدرسة تكساس أثناء تنقل الرئيس في موكب عبر ديلي بلازا في دالاس.

بعد نحو 45 دقيقة من اغتيال كينيدي، أطلق أوزوالد النار على ضابط شرطة دالاس، وقتله في شارع محلي. تسلل بعد ذلك إلى قاعة سينما، حيث قُبِض عليه بتهمة قتل ضابط الشرطة. ثم اتُّهِم أوزوالد في النهاية باغتيال كينيدي. أنكر أوزوالد الاتهامات، وذكر أنه “كبش فداء”. بعد ذلك بيومين، أصاب مالك النادي الليلي المحلي، جاك روبي، أوزوالد برصاصة قاتلة على البث المباشر في الطابق السفلي من مقر شرطة دالاس.

في سبتمبر 1964، انتهت هيئة وارن إلى استنتاج مفاده أن أوزوالد تصرف بمفرده عند اغتيال كينيدي بإطلاق ثلاث طلقات من دار محفوظات كتب مدرسة تكساس. هذا الاستنتاج، رغم كونه مثيرًا للجدل، كان مدعومًا بتحقيقات سابقة من مكتب التحقيقات الفيدرالي، والخدمة السرية، وإدارة شرطة دالاس. على الرغم من أدلة الطب الشرعي والأدلة الباليستية وشهود العيان الذين يدعمون الاستنتاجات الرسمية، فقد أظهرت استطلاعات الرأي العام أن معظم الأمريكيين لا يصدقون الرواية الرسمية للأحداث.

المرشح روبرت كينيدي.. القاتل: سرحان بشارة سرحان

أطلق سرحان بشارة سرحان الرصاص على السيناتور الأمريكي روبرت كيندي في فندق أمباسادور بمدينة لوس أنجلوس فأصيب بعدة طلقات وتوفي في اليوم التالي.
في 4 يونيو 1968، كان روبرت كينيدي في ذروة حملته الانتخابية الرئاسية بمدينة لوس أنجلوس، كان من المقرر عقد مؤتمر صحفي في قاعة أخرى، ولاختصار الطريق، مضى روبرت عبر مطبخ الفندق.
وقف المهاجر الفلسطيني سرحان بشارة سرحان وكان يبلغ من العمر في ذلك الوقت 24 عامًا في المطبخ مع ملصق يدعم المرشح للانتخابات الرئاسية.
اقترب سرحان خفية من السيناتور روبرت كينيدي من دون أن يلفت الانتباه، وأطلق النار 8 مرات، فأصيب كينيدي في الرقبة وفي الرأس، كما أصيب عدة أشخاص آخرين.

حراس السياسي الأمريكي اعتقلوا سرحان وجرت حمايته من غضب الحشود، ووضعه هؤلاء في سيارة للشرطة انطلقت به بعيدًا عن مكان الحادث.
تفاديًا لما حدث لقاتل الرئيس الأمريكي جون كينيدي، لي هارفي أوزوالد الذي انتحر في زنزانته، اتخذت تدابير أمنية مشددة، حيث وضع سرحان بشارة سرحان في زنزانة انفرادية، وكان معه مأمور يتولى مراقبته في جميع الأوقات، علاوة على أربعة من رجال الشرطة أمام الباب.

بعد 8 أشهر من تحقيقات تم فيها استجواب أكثر من 4500 شاهد، لم يجد المحققون ما يقولونه إلا أن سرحان بشارة سرحان تصرف بدافع شخص بمفرده، يتمثل في الدعم الأمريكي غير المحدود لإسرائيل، وأن الدليل على ذلك وجد في مذكرات كتبها وقال فيها: “تصميمي على القضاء على روبرت كينيدي يصبح أقوى فأقوى”، ومرد ذلك الدعم الأمريكي غير المحدود لإسرائيل.
لا يزال سرحان بشارة سرحان وهو فلسطيني يحمل الجنسية الأردنية، وراء القضبان يقضي عقوبة السجن مدى الحياة، بعد أن رفضت توصية بإطلاق سراحه كانت صدرت في عام 2022، في المرة 14 التي يتقدم فيها المدان بطلب للإفراج عنه.

السببوراء ذلك يتمثل في سلسلة من الوفيات غير الطبيعية التي لاحقت أفراد عائلة كينيدي بشكل لافت، حيث توفى جو كينيدي وهو الشقيق الأكبر للأخوين جون وروبرت كينيدي خلال الحرب، ولقيت الأخت كاثلين مصرعها في حادث تحطم طائرة، والمصير نفسه لقيه جون كينيدي الابن، كما توفى ديفيد بروبرت كينيدي، بسبب تعاطيه جرعة زائدة من المخدرات، ولحقه شقيقه مايكل الذي توفى في حادثة جرت في منتجع للتزلج، وفي الأخير تم اغتيال جون كينيدي وهو في منصب الرئاسة، وبعد ذلك اغتيال السيناتور روبرت كينيدي.

القاهرة الاخبارية

صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress

Visited 9 times, 1 visit(s) today