اخترنا لكمتقارير خاصة

حرفة الصياغة في سوريا أغلى من الذهب لماذا الخوف من إدخال الذهب الخام

في الوقت الذي يناقش مجلس الشعب قانون خاص لتنظيم إدخال الذهب الخام إلى الأراضي السورية والرسوم المترتبة عليه ومدى جواز ادخاله قانونيا، يغيب عن الجميع أن مهنة الصياغة في سورية أغلى من الذهب نفسه.

وبحسب مصادر “سونا نيوز” يتقاضى الصاغة أجوراً متباينة على صياغة الذهب، تختلف من قطعة لأخرى ومن صائغ لأخر، كما تختلف بحسب عيار الذهب المباع، وتجاوزت الأجور 300 ألف ليرة على الغرام الواحد، وعلى الليرة والأونصة، أي في معادلة بسيطة أن كل غرام ذهب يدخل الى البلد سيشغل ورشة ويدر 300 ألف ليرة في كل مشاغلة هذه الأسعار بحسب القدرة الشرائية السورية، والتسعيرة الرسمية بينما هي في الواقع تتجاوز 400 ألف ليرة.

اقرأ أيضا:حرفيو الجلديات: مهنتنا أفضل من الذهب .. الأسواق الداخلية ميتة والخارجية مخنوقة

وقال المصدر إنه في حال كانت المشاغلة لصالح الغير وأمنا العمل المتواصل للورش لشيوخ الكار وتركنا لهم العيش في سورية والعمل لصالح الغير مع تحقيق الضرائب والرسوم المناسبة كم سندخل الى البلد من القطع الأجنبي، ومن ماذا الخوف إذا كان الأمر مضبوط بالنسبة للجمارك والحدود والبضاعة تدخل بأسماء محددة ويتم تصدير نفس الكميات أو أقل منها بقليل مصنعة فلماذا الانتظار والخوف من إصدار هذا التشريع.

اقرأ أيضا:صندوقان مليئان بالذهب هذه قصتهما

وبحسب تصريح أحد شيوخ كار الصاغة فضل عدم الكشف عن أسمه “لسونا” أن قانون تنظيم إدخال الذهب الخام إلى الأراضي السورية سيحول حرفة نقش الذهب وصناعته إلى حرفة تلمع كبريق الذهب في الدول المجاورة، وسيكون كفيلا بعودة الخبرات السورية التي هاجرت، وهي ثروة بحد ذاتها كون الحرفة محصورة بعدد محدود من العائلات التي تتعلمها.

وأضاف إذا كانت اليوم المشاغل تأخذ صياغة عن كل ليرة ذهبية وزنها 8 غرامات أكثر من 3 ملايين ليرة سورية، فكيف اذا اشتغلت هذه الصياغة لصالح الغير وقبض الأجور بالعملة الصعبة.

واعتبر شيخ الكار أن حرفة صياغة الذهب في سورية تتميز بالعراقة والقدم والدقة والفن، وتحتاج إلى التدريب الطويل من أجل اكتسابها، لذلك هي محصورة بعائلات وشيوخ كار محددين، وهم ثروة يجب أن نحافظ عليهم ونصدر خبراتهم وندخل القطع الأجنبي إلى البلد .

وأشار شيخ الكار إلى أن حرفة نقش الذهب حرفة دائمة التطور، وتتميز في سورية بالفن واستخدام تقنيات حديثة زادت من جمالها، وهذا الفن مرغوب لدى جميع دول العالم وخاصة النقشات السائدة قديما أساور المباريم وأساورة الجنزير المدببة والمخمسة، يعني أن سوق استيراد الذهب الخام وبيعه مصنع من شأنه أن ينهض بالحرفة ويحافظ على شيوخ الكار، وعودة من سافر للعمل في بلده بالسعر العالمي ورفد الاقتصاد الوطني.

قانون تنظيم إدخال الذهب الخام إلى الأراضي السورية تأخر كثيرا كما تأخرت الكثير من القوانين التي كان من شأنها أن تكون سورية ورشة العالم من التصنيع لصالح الغير، فلماذا تأخرنا وما هي الحكمة من هذا التأخير.

سونا نيوز

صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress

Visited 44 times, 1 visit(s) today