حرفيو عربين من تحت الركام يصدرون الانتاج
ريف دمشق..
على بعد 7 كيلو متر عن العاصمة دمشق تقع مدينة عربين التي تضررت من الارهاب والدمار حيث منظر الأبنية والمعامل المدمرة بالكامل يشطر القلب ويدمي العيون، وبالرغم من حجم الدمار الكبير وخلال فترة قصيرة عربين تغربل من أساء للمدينة وتترك على ضفاف نهر تور-أكبر فرع من أفرع نهر بردى- الناس البسطاء واصحاب الحرف والصناعيين الذين يحولون الدمار من ألم الى أمل .
عند الدخول الى مدينة عربين اليوم يستوقفك أولا ركام الحرب، وثانيا العمل الحثيث لفتح الطرق وازالة الركام، وثالثا والاهم اعادة الحياة للمدينة، حيث الاقبية تحولت الى ورشات حرفية، والانتاج لا يتوقف من ورشات صناعة الافران الى المفروشات الى المواد الغذائية الى قطاعات الحديد الى الفرشات والدفايات اينا وقعت عيناك ضمن زواريب المدينة تجد الامل ومنتجات جديدة تخرج للنور، قد يأتيك العجب من سكان هذه المدينة التي أقل ما توصف بالمنكوبة(الصور).
الخدمات في عربين جدا متواضعة، حيث ما زال شراء الامبيرات لتأمين التغذية الكهربائية، ولا يوجد اي تقدير لهذه الصناعات، كما ان وضع المدارس المزري أكثر ما يقلق الاهالي، وضعف التعليم وقلة الكادر التدريسي وتقصير وزارة التربية في متابعة حال ست مدارس موجودة في المدينة لتشجيع الاهالي الى العودة وبث الطمأنينة عند الصناعيين عن حال أطفالهم التعليمي ، كما أن توزيع المساعدات الإنسانية المقدمة من الهلال الاحمربحدود 8700 سلة غذائية من قبل جميعة السراج التي دخلت على خط التوزيع في المدينة مؤخرا تحمل المزيد من المزاجية وعدم العدالة كما يقول سكان البلدة، ويطالبون باعادة التوزيع عبر منظمة الهلال الاحمر التي كانت تضمن وصول المساعدات الى جميع الاسر وخاصة الاشد فقرا.
ويطالب الاهالي وزارة التربية بفرز سيارة خاصة لنقل المدرسين من دمشق واعادتهم الى منازلهم لتأمين الكادر التدريسي في المدارس وخاصة من ذوي الاختصاصات المطلوبة، والاهتمام أكثر بتعليم الأطفال كما يطالب الاهالي بالاسراع في تنفيذ الخدمات وخاصة تعبيد الطريق الرئيسي للبلدة واعطاء المزيد. من التسهيلات للصناعيين للنهوض والانتاج أكثر .
اليوم في عربين لم يعد يعمل في الصناعة الا من هم فوق الاربعين عاما أو اقل من 17 أو الشاب الوحيد كون معظم الشباب والحرفيين هم خارج المدينة، وتعاني هذه الحرف من قلة اليد العاملة ومع ذلك الانتاج الصناعي يخرج من المدينة يوميا عشرات السيارات المحملة بالمنتجات الجديدة تورد الى المحافظات.
في عربين الجميع يتحدث عن الأعمال الخيرة التي تقدمها شركة الدرة للصناعات الغذائية والوقوف الى جانب الفقراء، واعادة تأهيل المدرسة وبعض الشوارع والاعمال الأخرى التي تقوم فيها في جانب مسؤوليتها الاجتماعية تجاه أهل البلدة ، أنها أعمال تستحق أن تعمم على جميع الشركات حتى تأخذ دورها وتنمية محيطها الخدمي والاجتماعي لكن على ما يبدو ان وزارة الشؤون الاجتماعية غير معنية بتعميم التجارب الناجحة في تقديم الاعمال الخيرية .
A2Zsyria