حفلات “تنكرية “في عيد الصحفيين !!.. ماذا جرى؟
كتب الإعلامي نضال فضة حل عيد الصحفيين في سورية مات جاري من الجوع وفي عزائه ذبحوا كل الخراف .. هي صورة لما يحصل مع الإعلاميين “الحقيقيين “في بلدنا .. هي صورة طبق الأصل عن مهزلة عبد الودود في فيلم الحدود .. هي عقلية من يريدون أن يكون بعض الإعلام بوقاً خالصاً لهم والباقي أناس لا يجيدون الكتابة يقابلون أناس لا يجيدون التحدث لأناس لا يجيدون القراءة .
واضاف فضة من المضحك المبكي أنه في عيد الصحفيين تسابقت كل من السلطتين التشريعية والتنفيذية واتحاد الصحفيين لتهنئة الاعلاميين السوريين .. تسابقوا كالعادة بالعبارات الطنانة الرنانة التي لاتسمن ولا تغني من جوع .. تسابقوا لقول الواضح وتجاوز الفاضح ..
وتابع فضة بينما هناك من يقول إن لدينا وزارة ومؤسسات للإعلام واتحاد للصحفيين لكن ليس لدينا إعلام هناك من يسأل .. كيف يمكن لجهة واحدة أن تكون هي المتهم والقاضي في آن واحد ؟, أي كيف يمكن للإعلام الحكومي أن ينجح بالتصدي للفساد الحكومي؟ .. وكيف يمكن للصحفي الذي يستجدي ويشحد حقوقه من الحكومة أن يكون قادراً على الإبداع أو تفعيل مواهبه وقدراته بما يخدم الاهداف الحقيقية للعمل الاعلامي الرسمي وأولها الصالح العام؟ . .بل هناك من يرى أن إعلامنا يعمل بشكل سلبي للغاية والدليل .. تدهور ثقة الناس بالمنتج الاعلامي لأنك لا تستطيع إقناعهم بما هو غير مقنع .. تقدم شبكة التواصل الاجتماعي لملء الفراغ الإعلامي .. الصحف والتلفزيون الحكومي لا يجرؤون على تناول الكثير من القضايا الأساسية الهامة .. عدم وجود وجبة إعلامية متكاملة .. وجود الكثير من الأشخاص الفارغين في معظم مواقع العمل و القرار الإعلامي ..عدم قدرة الإعلام على تطوير نفسه ليكون إضافة إلى كونه مشروع سياسي مستهلك للمال العام أيضا مشروع ثقافي اقتصادي منتج للفكر والمال .. وووووو طبعا اللائحة طويلة …
وقال فضة يسأل البعض هل صحيح أننا لا نملك مؤسسات إعلامية حقيقية وإنما منابر لتمرير مصالح ضيقة وعيادات تجميل لبعض الشخصيات ومراكز توزيع جوائز ترضية للمقربين ؟ . لماذا يشكك البعض بأن تكون الهيكلية الاعلامية بشكلها الحالي قادرة على صنع تحول إعلامي نوعي يساير متطلبات المرحلتين الحالية والقادمة ؟ .. ولماذا يدّعون أن التعيينات الإعلامية تتم وفق أسس غير منطقية ودون إدراك أن الأمر يتعلق بمؤسسات في غاية الأهمية والخطورة ولا يجوز أن تكون بيد أي كان ؟..
ودعا سيادة أصحاب القرار .. يجب إدراك أن المستفيد الأول من اتساع هامش الحريات الإعلامية ودعم الإعلاميين والعمل الإعلامي الحقيقي هي الحكومة نفسها.. ويجب إدراك أن الإعلام الحقيقي هو الذي يقول للمسؤول ما يريده الشعب وليس أن يقول للشعب ما يريده المسؤول.. إدراك أننا اليوم وخلال المرحلة القادمة بحاجة ماسة لبناء إعلام دولة بدلاً من الإعلام الحكومي الذي خسر ثقة الشارع إلى درجة اللاعودة .. بحاجة لأن ينال الإعلامي حقوقه المادية والمعنوية .. يحتاج الى قوانين تحميه قولاً وفعلاً حتى يتمكن من القيام وبشكل فعّال بدوره الوطني الذي تتحدث عنه السلطتان التشريعية والتنفيذية ..
وكل آب والزملاء الاعلاميين بخير .
الساعة_25