دكاترة الرياضيات عملة نادرة في سوق التعليم
دكاترة الرياضيات عملة نادرة في سوق التعليم .. يزداد الطلب على أساتذة الجامعات باختصاص الرياضيات بشكل كبير، وقد يكون الحصول من قبل الجامعات الخاصة على أستاذ جامعي لتدريس مادة الرياضيات من النادر، ويعود ذلك لعدم تخريج أعداد كبيرة من الأساتذة من الجامعات الحكومية، واحتكار هذا الاختصاص من قبل قلة من أساتذة الجامعات تمنع الحصول على رسائل الماجستير والدكتوراه ولا تطالب بأعداد جديدة.
ومن يتابع ويدقق يجد أن طلاب الحقوق والاقتصاد والهندسات وحتى الأطباء يعلنون بشكل أسبوعي عن مناقشة رسائل ماجستير ودكتوراه، بينما أقسام الرياضيات من النادر أن تجد من يعلن عن مناقشة رسالته.
دكاترة الرياضيات عملة نادرة في سوق التعليم
الطلب الكبير على اختصاص الرياضيات أمام قلة عدد الأساتذة أوجد الخلل الواضح لدى الجامعات، وخاصة الجامعات الخاصة التي وصل عددها إلى 30 جامعة، وجميعهم يرغب بافتتاح كليات معلوماتية وبرمجة كون الطلب كبير على هذه الأقسام والاختصاص باعتباره مصلحة المستقبل.
وكون نظام إحداث الجامعات ينص على أنه لا يمكن فتح أقسام من دون وجود أساتذة ودكاترة بنسبة تعادل عدد الطلاب لكل أستاذ جامعي؛ تمتنع الكثير من الجامعات عن إحداث هذا الاختصاص على الرغم من الطلب الكبير عليه وارتفاع تكاليف تدرسيه كون أعداد أساتذة الرياضيات قليلة في سوريا، ووجودهم في الجامعات الحكومية قلة قليلة، وأعداد الطلاب التي تنتظر المناقشة يكاد لا يذكر، والسبب معروف للجميع وهو أقل ما يوصف باحتكار المهنة لدى قلة من الأساتذة، الأمر الذي يستدعي تدخل وزارة التعليم العالي.
اختصاص الرياضيات مهنة أساسية في العديد من المِهن
ويعد اختصاص الرياضيات مهنة أساسية في العديد من المِهن مثل الهندسة، والطب، والفيزياء، والتمريض، وعلوم الكمبيوتر، والعلوم الاكتوارية؛ فجميع المجالات تحتاج إلى المهارات التي يتعلمها الطلاب في الرياضيات في تحليل وحل المشكلات، حتى المهن المُتنوعة مثل الطهي، والخياطة، وتصميم الديكور، والبستنة، حيث يستخدم البستاني أساسيات الرياضيات عند قياس وشراء اللوازم وتحديد التكاليف، ومع ذلك أعداد أساتذة الجامعات في اختصاص الرياضيات يعدّون على الأصابع قياساً بأساتذة الاقتصاد؛ فتجد أساتذة الاقتصاد يبحثون عن واسطة ثقيلة لقبولهم كمتفرغ كلي أو جزئي لدى الجامعات الخاصة، بينما أساتذة الرياضيات يتلقون عروضاً مغرية للقبول بالتعاقد مع الجامعات الخاصة.
اقرأ أيضا: هذه رؤية التعليم العالي السورية حتى 2030
ومع تبني سوريا التحول الرقمي والتوجه إلى الدفع الالكتروني، والحاجة الماسة إلى اختصاص المعلوماتية والبرمجة، والطلب الكبير على هذه المهنة، وتسرب الكفاءات السورية إلى العمل عن بعد أو السفر يطرح السؤال التالي: لماذا لا يتم الإسراع في ترميم النقص في اختصاص الرياضيات؟ ورفع الاحتكار القائم على بعض الأساتذة؟ وفتح المجال أمام جميع الخريجين لمتابعة البحث والدراسة؟ وهذه الخطة إن بدأت بها وزارة التعليم العالي فهي تحتاج إلى 5 أعوام في الحد الأدنى لوقف النزيف الحاصل ناهيك عن تلبية الاحتياجات الأساسية والفعلية المتزايدة.
ومتى سيقتنع أصحاب القرار في قطاع التعليم في سوريا أن العلوم الإحصائية والاكتوارية هي المنقذ الوحيد لضبط الأرقام الإحصائية، وتوزيع النسب في الاقتصاد السوري؟ وهي اللبنة الأساسية لإيجاد الحلول للمشاكل الاقتصادية المستعصية ولا بد من توفر كوادر تغطي النقص الكبير الحاصل.
أخبار حلب
صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress