عرض وطلب

زيت الزيتون السوري بين الكساد والطفرة

لا تزال وسائل الإعلام العالمية تنقل عن توقع بتراجع الانتاج العالمي لزيت الزيتون نتيجة الجائحة البكتيرية التي ضربت عشرات الآلاف من أشجار الزيتون في إيطاليا التي تعتبر من أكثر دول العالم شهرة بزيت الزيتون. هذا المرض لا علاج له حتى الآن وهو يقضي كلياُ على الشجرة، إذ أن عدة أبحاث وتقارير أفادت بأن الآثار المدمرة للمرض يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع أسعار زيت الزيتون بشكل كبير في أوروبا، وتؤثر على العاملين في مجال الزراعة. الأمر الذي أجبر عدة دول أوربية على منع استيراد الكثير من انواع الغراس من إيطاليا خوفاً من انتقال المرض إليها عن طريق هذه الغراس . لعل هذا العام عام شؤم على إيطاليا التي عانت كثيرا من تداعيات فيروس كورونا.

أما في سوريا التي كان الانتاج فيها العام الماضي وفيراً، والانتاج مكدس إلى حد الكساد نتيجة غياب التسويق وضعف التصدير وعزوف الكثير من المنتجين عن عرض منتجاتهم بأسعار يعتقدون انها غير مناسبة. لا أعلم كيف لسعر الزيت المستورد ومن أية نوعية أن يكون أعلى من زيت زيتون بكر وبجودة جيدة. المعادلة بالتأكيد ليست متكافئة، والمستقبل القريب والظروف قد تنقلب في أيه لحظة باتجاه زيادة سعر زيت الزيتون ليحقق أرقاماً قياسية كما حدث للمنتجات الزراعية الأخرى كالليمون الحامض والحضراوات المحمية.
إلى الآن يبدو أن الموسم لن يكون بجودة العام الماضي إذ أن الأمطار المتواصلة قد تكون عائقاً حقيقياً أمام الظفر بإنتاج مميز. ولا يخفى على أحد إلا أنه إلى الآن لم يستطع المزارعون حسم هذا الأمر (نسأل الله الخير للمزارع ولسوريا ولأهلها).

البلد بحاجة للعملة الصعبة والتي يمكن تحصيلها من خلال دعم التصدير، إن تمكن المصدرون من إيجاد سوق لزيت الزيتون السوري فستشهد السوق المحلية طفرة في سعر زيت الزيتون الذي كان إلى حد نشر هذا المقال أرخص من أسوء نوعية زيت نباتي معوضة للبيع في السوق السورية. في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها العالم بأسره نتيجة تداعيات جائحة كورونا، يضاف إليها في بلدنا ظروف الحرب والحصار التي ستزيد ألم المواطن وسوف تشتد عليه الضغوط الاقتصادية والحياتية التي لن يسلم منها أحد بطريقة أو بأخرى لتقع الطامة الكبرى على رأس الموظفين والمزارعين (سواء كانوا مستهلكين أو منتجين لزيت الزيتون).

Visited 11 times, 1 visit(s) today