سوريا و”اسرائيل” الحبل مقطوع
في الوقت الذي وقعت فيه بعض الدول العربية لاتفاقية التطبيع مع اسرائيل وأخرى على قائمة الانتظار، وانتشار التكهنات حول سورية وامكانية التطبيع ، وعدم ادانة سورية بشكل صريح للاتفاق الاسرائيلي الاماراتي ،وما حدث من اجتهادات وشوشرة ، صرح مصدر في الخارجية السورية يؤكد أن الصراع مع اسرائيل يسلك منهجا مبدئيا وثابتا، وسورية تجدد موقفها الثابت الرافض للتنازلات والاتفاقيات المنفردة مهما كان شكلها أو مضمونها .
بيان الخاجية رسم موقفها بناء على تجارب سابقة مع العدو الاسرائيلي من الدول التي وقعت سابقا وستوقع لاحقا، وحدد خيارها الوحيد برفض التطبيع من دون تحقيق السلام الشامل والعادل.
وفي حين أعلنت البحرين بعد الامارات العربية تطبيع العلاقات مع إسرائيل وخلال أقل من شهرلاقى التقارب مع إسرائيل ترحيبا من بعض الدول العربية، لكن البعض الآخر رفض الفكرة أو تعامل معها بحذر.
ومرت المفاوضات السورية الإسرائيلية منذ سبعينيات القرن الماضي الى اليوم بعدة محطات حيث وقع الطرفان في أيار 1974 على اتفاق فك الارتباط وبدأت أولى جولات التفاوض بين الطرفين خلال مؤتمر مدريد للسلام عام ١٩٩٢ برعاية أمريكية وروسية عقب انتهاء حرب الخليج الثانية، و لم تحقق الجولات الخمس الأولى من المفاوضات أي نتائج على كل المسارات.
وبعد الاتفاق بين الطرفين على اعتماد قرار مجلس الأمن ٢٤٢ أساسا للمفاوضات، ودخلت المفاوضات التي بلغ مجموعها أكثر من ١٢ جولة الترتيبات العملية للسلام بين الطرفين، وطرحت إسرائيل معادلة “عمق
الانسحاب من الجولان يتوقف على عمق السلام وطبيعته “.
وفي عام ١٩٩٣ قام وزير الخارجية الأمريكية بجولات مكوكية بين سورية إو سرائيل لتجاوز الطريق المسدود الذي دخلته المفاوضات وطرح خلالها ما يعرف “وديعة رابين “.
وفي عام ١٩٩٤ عقدت قمة أمريكية سورية في جنيف تعهدت فيها سورية بإقامة علاقات “سلام عادية” مع إسرائيل مقابل الانسحاب من الجولان لكنها انتهت إلى الفشل ورفضت سورية العودة إلى المفاوضات.
وتوصل الطرفان في أيار ١٩٩٥ إ لى اتفاق على أهداف ومبادئ وترتيبات الأمن والتي سميت “ورقة التفاهمات واستؤنفت المفاوضات مجدداً في “واي بلانتيشن “وجرت جولتان وتوقفت المفاوضات بعد وقوع عدد من الهجمات الانتحارية .
ومن ثم نجحت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت في إحياء المفاوضات مجدداً وانطلقت جولة جديدة في “شيبردزتاون” في ولاية فيرجينيا الغربية عام ٢٠٠٠ ،لكن المفاوضات فشلت في النهاية مرة أخرى في الوصول إلى اتفاق نهائي.
وفي آخر محاولة من قبل الرئيس كلينتون لجمع الطرفين وعقد معاهدة سلام بينهما بعدما تم تحديد نقاط الخلاف والاتفاق ، اجتمع بالرئيس الأسد عام ٢٠٠٠ بجنيف وهو يحمل عرضاً من باراك يتضمن إبقاء شريط بعرض ٥٠٠ متر بمحاذاة نهر الأردن وشريط آخر بعرض ثمانين ياردة على الضفة الشرقية لبحيرة طبريا لكن المحاولة فشلت .
وبعد جمود استمر ثماني سنوات، أعلنت إسرائيل وسوريا رسمياً في عام 2008 أنهما تجريان مفاوضات سلام غير مباشرة في (تركيا) وفشلت .
اليوم هناك من يعتقد لمجرد التكهن ان العصة الاقتصادية على سورية سببها الضغط على الشعب وايصاله الى قناعة ان التطبيع مع اسرائيل هو حبل النجاة للشعب وهناك من يرفض هذا المبدأ جملة وتفصيلا ووسط هذه التكهنات والزحام بالاجتهادات جاء بيان الخاجية مقتضب وواضح لا للتطبيع مع اسرائيل قبل عودة الحقوق كاملة مكملة .
A2Zsyria