اخترنا لكمسيليكونيات

شركات البرمجيات في سورية محاصرة من الخارج ومخنوقة من الداخل

دمشق..

تسعى شركات البرمجيات السورية إلى تلبية الحاجات المحلية من النظم البرمجية (أنظمة الأتمتة الإدارية والمالية، عدد محدود من الأنظمة التخصصية) لكن حتى اليوم لم تستطع مجاراة الاتجاه العالمي في تحويل صناعة البرمجيات إلى صناعة عالمية بالرغم من وصول أسماء سورية الى العالمية والعمل في ارقى الشركات الأوروبية والأجنبية .

ومن يتابع كيف تنحت هذه الشركات في الصخر منذ بداية الأزمة في سورية حتى اليوم لاستمرار عملها يسأل هل حقا لدينا شركات برمجة في سورية؟ وكيف تعمل مع غياب تام للبنية التحتية الاساسية للعمل من الداخل وحصار الخارج يخنقها .

في شركة النبلاء للبرمجة وسط دمشق تجد عشرات المدخرات من أفضل الانواع وأعلى الجهد كما تجد المولدات والانفرترات والاحتياط الكامل لتأمين استمرارية التيار الكهربائي وسط رقص التيار الكهربائي على الهواء الشرقي والانتقال من مصدر الى اخر.
كما تطلب الشركة تجديد باقة الانترنت في آخر يوم من الشهر بحجم 20 غيغا والطلب معلق يتواصل الموظف مع الاستعلامات يأتيه الرد هيك عمل البرنامج وكأن وزارة الاتصالات عاجزة عن تصميم برنامج يقدم الخدمة المطلوبة بالسرعة الكلية، وما فائدة دفع حجم الباقة من دون الاستفادة منها كونه تم طلبها من أجل ساعات قليلة لتسيير الاعمال، ومن الانترنت ايضا ضعف الشبكة والانقطاعات المتكررة والخروج عن الخدمة والجودة المتدنية، ومن النهفات ايضا ان الشركة مضطرة للحصول على عدد من البوابات من أجل استمرارية العمل، والنهفة الأكبر رغبتها بالحصول على بوابة انترنت سريعة يأتي الرد ان الشارع لا يوجد فيه وصلات ولا يمكن تأمين الخدمة .

ومن غياب المقومات الاساسية للعمل الى غياب اسس نجاح صناعة البرمجيات في سورية من بنية تشريعية وتحتية وتعليم الكوادر الحكومية على القيام بالمهام الواسعة ووجود معرفة ووعي حكومي كامل يمنح هذا التحول الاهتمام الكافي، وتخصيص الاعتمادات الكافية واتخاذ الاجراءات الحكومية الكفيلة بنجاح هذا المشروع وعدم كفاية التخصصات العالية في مجال تكنولوجيا المعلومات وهجرة الكفاءات وتأثيرها الكبير على صناعة البرمجيات في سورية نتيجة الرواتب العالية خارج سورية لأصحاب الاختصاص وتدنيها في سورية .

وعلى رغم كل العقبات التي تواجه شركات البرمجيات في سورية من الداخل ومن الخارج، تطمح هذه الشركات الى الانطلاق من المحلية الى العالمية بجهود فردية، وكل ما ورد في الخطة الخمسية والعشرية ذهب مع من رحل بفكره، ويبقى بعض من يؤمن بأهمية صناعة البرمجيات يعمل بصمت ويشبك مع شركات ويحاور ويناور من أجل البقاء والاستمرارية في العمل وسط هذه الظروف القاهرة الخارجية الداخلية على أمل أن يفيق أصحاب الشأن الى أهمية هذه الصناعة ووضعها في سلم الأولية التي تستحقها .

A2Zsyria

 

 

 

Visited 10 times, 1 visit(s) today