“شو رح يطلع منها” … لهذا السبب المواطن لايشتكي
يمتنع المواطنون حسب مختصين عن تقديم شكاوى حول حالات الابتزاز التي يتعرضون لها يومياً في الأسواق، أو لدى مراجعتهم الدوائر الحكومية، أو لدى تعرضهم للظلم، بسبب عدم ثقتهم بمكاتب الشكاوى أصلاً وغياب وسائل الاتصال الحقيقية بين المواطن والمسؤول وتفضيلهم الإعلام لبث شكواهم وتذمرهم.
والجهات الحكومية بدورها يومياً تتحفنا بتصريحات صحفية، آخرها دعوة وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك لتعزيز ثقافة الشكوى للمساهمة مع الجهات المعنية في ضبط الأسعار، لكن المواطن يبرر سبب عدم إقدامه على تقديم الشكاوى بالإحباط الذي يعانيه بعدم الاهتمام بشكواه من بعض المسؤولين وغياب ثقافة المعالجة عند التعرض للغبن.
النائب الإداري في كلية التربية بجامعة دمشق الدكتور أمين شيخ محمد يرى في تصريح لـ«الوطن» أن ثقافة الشكوى موجودة منذ عشرات الأعوام، وكانت عبر صناديق حديدية في المؤسسات، وتحولت إلى إلكترونية، وهي حاجة أساسية وعلى سلم أولويات المواطن، وهو لجوج عند حاجته، لكنه عندما رأى أن الباب موصد أمامه ولم يشعر بالفائدة امتنع عن تقديم الشكاوى، واليوم عندما يتعرض للغبن أول كلمة ينطقها من يسمعك «روح اشتكي»، والرد الفوري على هذا الكلام «شو رح يطلع منها».
ولفت شيخ محمد إلى أن عدم لجوء المواطن للشكوى ليس لعدم وجود ثقافة الشكوى لكنها غائبة عن ذهن المواطن، ويتجاهلها لأنه لا يشعر بالفائدة، والدليل على ذلك عندما شعر المواطن بالجدية في معالجة شكواه قدم أكثر 200 ألف شكوى خلال ساعات عندما تم استبعاد بعض الشرائح من الدعم.
واعتبر شيخ محمد أن سبب عدم انتشار ثقافة الشكوى على الرغم من تصنيفها ضمن الثقافة الحياتية يعود لعدم وجود آذان مصغية للمشتكي فهذا السبب الأساسي لغياب هذه الثقافة.
وحول الفوضى الموجودة في الأسواق ودعوة المسؤولين لتقديم الشكاوى وعدم الاستجابة من المواطنين رأى شيخ محمد أن هناك تفاوتاً في أداء المؤسسات سواء في التشجيع على الشكوى أم في أسلوب معالجتها، داعياً إلى تعزيز هذه الثقافة من خلال العمل على ترسيخ هذه الثقافة في مناهج الدراسات الاجتماعية التي تدرس المجتمع والتخطيط المجتمعي أو من خلال إجراء إسعافي وإقامة الحوارات والمنتديات وورشات العمل لتكريس الجدوى من الشكوى.
وأشار شيخ محمد إلى أن مجال الشكوى واسع جداً، وأصبحت تأخذ أشكالاً متعددة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى الجهات التنفيذية المستقبل الأساسي للشكوى إيجاد آلية ونقل تجارب ناجحة من أجل تفعيلها، وكذلك إيجاد الحلول لها من أجل أن يقتنع المواطن بجدوى تقديمها.