اخترنا لكممش عيب

عاجل … على طاولة رئيس الحكومة

دمشق..

مع بداية الازمة السورية كانت الحكومة في حينها تضع اللمسات الاخيرة على خطتها الخمسية الحادية عشر، وبغض النظر من تنفيذ هذه الخطط ، الا انها قياسا بالفوضى اليوم تعتبر انجازا باهرا .

المتغيرات المتسارعة منذ عام ٢٠١١ الى اليوم فرضت اسلوب عمل يبتعد عن اليات العمل التنموية التي تستند الى خطط بعيدة وقصيرة المدى ادت الى ضياع وتشتت الجهود والموارد .

اليوم مع عودة الزراعة والصناعة والامان واعادة وصل المحافظات ببعضها من المفترض ان يكون البيان العملي للحكومة الجديدة ينطلق من تأمين حاجات الناس المتعبة والتحضير لإعداد البرنامج الوطني لسورية ما بعد الحرب وانضاجه كون هذا البرنامج تأخر كثيرا وما قدمته الحكومة من خطط اسعافية قصيرة وطويلة المدى يجب ان ينتهي وتتعداه الخطط للوصول الى مستقبل افضل.

وعلى الحكومة ان تنسى الماضي والاستشعار بأمجاده والحديث عن الصمود وغيره، وان تواجه تحديات اعادة انتاج بكل مكوناتها ،وان تلتفت الى العنصر البشري بالدرجة الاولى، وتكف عن محاربة الخبرات ،وان تتخلى عن فكرة الجلوس على الكرسي الى الابد، والتمديد للعجزة، وان تنظر بعين الرأفة والتعويض لمن فقد شبابه وتعيده الى العملية الانتاجية بقوة، وان تضع نصب عينها على الدروس المستفادة والانطلاق من حيث يقف الاخر وليس تضييع الوقت في اعادة اختراع الدولاب، وان تفكر بعقلية المنتج وليس عقلية توقيع البريد.

على الحكومة ان تدرك جيدا في بيانها ان البنية المؤسساتية القائمة على الورق تخولها ادارة الملف التنموي ان احبت ذلك بصدق، وان تعي جيدا ان نقاط ضعف تلك المؤسسات نتيجة تراكم الخلل الذي اصاب الفكر المؤسساتي في بنيته، وهذا بالطبع ليس وليد الحرب وحدها بل نتيجة تراكم الارتجالية في تنفيذ السياسات والخطط ومحاربة الطاقات البشرية الشابة .

وعلى الحكومة ان تعي انه لا خيار امامها سوى تحويل التحديات الى فرص، وهذا الخيار لا يتم من دون توزيع الادوار والمسؤوليات على جميع الشركاء في المرحلة المقبلة، والادراك ان المساهمة الفاعلة في اعادة التنمية بحاجة الى دماء شابة وعقلية منفتحة، وعدم التخلي او التأجيل للاستحقاقات الاساسية من تحسين معيشة المواطن، واخراجه من دائرة السؤال والحاجة والعيش بتقنين وفي حال عجزها الوقوف امام الشارع ومصارحته بالعجز .

وينتظر الشعب السوري البيان الحكومي ويأمل كما نتمنى أن يكون بسيطا يقدم مقاربات قابلة للتطبيق ووعود قابلة للتنفيذ، وأن لا يطول انتظار المواطن السوري لمقننه حتى يستمر في الحياة ، وأن تخفف الحكومة من رفاهيتها وتحس بالمواطن الفقير، وأن يكون ترتيب البيت الداخلي للحكومة في قائمة الأولويات، والاختيار لأصحاب الكفاءات وأن تنطلق سورية خطوة الى الأمام لعلها تشيع البطون الجائعة وتوقف الهدر والسرقة .

 

A2Zsyria

Visited 23 times, 1 visit(s) today