لماذا خسرنا أمام البحرين؟
صبرنا طويلاً وصمتنا على مضض خشية على تحضيرات المنتخب gمباريات التصفيات الأولمبية لكرة السلة وتركيز لاعبيه في المراحل الحاسمة من التصفيات، ورغم المؤشرات الكثيرة والمظاهر الواضحة للخلل في بوصلة الإعداد، فقد تجاوزنا عن تجاهل اتحاد السلة لكل هذه الإشارات ورفضه لتصحيح مسار المنتخب، واستمراره بالتعنت في رفض أي تصحيح أو تصويب أو مراجعة للمقدمات التي أدت إلى نتائج مهينة بحق السلة السورية وجمهورها، وما صرف عليها.
فبعد إنفاق مئات الملايين لتحضير المنتخب والمعسكرات الخارجية بين هنا وهناك وتجهيز الصالة، سقطت الوعود والعهود التي سوّقها المدرب الإسباني خافيير خواريز للجمهور بأن عهد الهزائم قد ولّى، وبأن شخصية جديدة سيعيشها المنتخب ويقدم كرة سلة حديثة ومتطورة، فشهدنا فعلاً كرة سلة حديثة بفضل إستراتيجيات التنظير والتبرير، وظهر المنتخب مستسلماً غير مكترث لجمهوره الذي خرج عن طوره وانضباطه نتيجة الاستهتار والتهاون على أرض صالة الفيحاء، والتي كان من المفترض أن تكون موقعة للذكرى والتاريخ بفوز متوقع على البحرين، وآخر مأمول على الهند ليصفع خد أحلامنا منتخب البحرين بفوزٍ مستحق على ظل منتخبنا، ونتلقى الصفعة الثانية الأكثر إيلاماً من منتخب الهند بفوز حاسم وقاس لم يترك لنا خلال المباراة بصيص أمل، أو فسحة تنفس ليجهز منتخب البحرين الطامح على آخر أنفاسنا بفوزه الجريء والصريح على منتخبنا الذي عجز عن مجاراته أو الفوز عليه لا في صالاته ولا في صالاتنا، أما عن الخسارة فلها أسباب ومسببات كثيرة سنأتي على ذكر بعضها ونناقش بعضها الآخر لاحقاً.
بداية ترك غياب المدرب وعدم وجوده مع الفريق لفترة طويلة ووصوله قبل البطولة الودية بإندونيسيا بأيام قليلة وهي مدة غير كافية لأي مدرب أن ينجح في إيصال أفكاره التدريبية لأي لاعب.
وعدم تجانس اللاعبين فيما بينهم وهذا سببه يعود إلى أن التشكيلة التي تواجدت بأرض الملعب بالمباريات كانت من اللاعبين المحليين من دون المجنس أو المغتربين، بالمعسكر لعب لاعبون غير اللاعبين الذين لعبوا بدمشق، والذين لعبوا بإندونيسيا (عمر شيخ علي – سليم سفر- ايماليانو باسباي- اسحق عبيد) وبدمشق ( لم يلعب عمر إلا دقائق قليلة بالكاد تعد، وكمال جنبلاط لم يوجد بمعسكر إندونيسيا).
إضافة لعدم اكتمال أوراق اللاعبين مستعيدي الجنسية وكان يفترض وجود البديل لا أن نفاجأ بعدم جاهزية أوراقهم في الوقت المستقطع.
نعترف أن حالة جلب لاعبين من أصول سورية جيدة جداً عندما يكون اللاعبون المغتربون أفضل بكثير من لاعبينا المحليين لا أن يكون أفضل بنسبة قليلة أو أسوأ من لاعبينا المحليين.
تصريحات رئيس الاتحاد سابقاً أن المنتخب ٧٠ بالمئة سيكون من اللاعبين صغار السن لنفاجأ عند تجميع المنتخب بعدم وجود سوى لاعبين فقط تحت الـ٣٠ سنة.
تصريحات رئيس الاتحاد المعتادة مهاجمة المدرب الوطني وبأننا لا نملك مدربين وطنيين (إن كان هذا الكلام صحيحاً فهي من مهام الاتحاد وواجباته) كأن يرسل مدربين أو أكثر مع بعثة المنتخب المتوجه لإندونيسيا وأن يتعايشوا مع المنتخب بدلاً من إرسال عدد من الإداريين على بطولة ودية وإحضار مساعد مدرب إسباني قبل البطولة الرسمية بيومين وهو بالأساس كان مدرب فريق تحت ١٦ للسيدات.
بالسابق كان الانتقاد للاتحاد السابق باستسلامه للمدرب الأجنبي وعدم محاسبته، وكأنه فقط هو من يفهم بعالم كرة السلة على حين اليوم التصريحات تأتي بأننا لسنا أفهم من المدرب الأجنبي الحالي ويجب أن نتعلم منه.
فلنقارن بين فترة الاتحاد الحالي مع اللجنة المؤقتة وفترة الاتحاد السابق (مع الانتباه للظروف بين الاتحادين والإمكانيات التي قدمت لكل من الاتحادين)..