ماذا يحدث في جامعة طرطوس
طرطوس..
ما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي من قرار لمجلس جامعة طرطوس الذي أجمع الموقعون عليه على ملاحقة من سماهم التقرير بالمسيئين للجامعة، والغريب أن القرار لم يستثن أي من المعلقين ومن شارك بعض المنشورات عن الجامعة وحتى من عبر عن مشاعره تجاه ما ورد في بعض مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأشهر السابقة. وللعلم أن كثير من موظفي الجامعة وأساتذتها وطلابها عبروا عن مشاعرهم تجاه ما كتب وقيل والسؤال هل يحق لمن يدعي إدارة الجامعة أن يقاضي كل هؤلاء، حتى لو كان القرار خلبياً، فالموضوع لا يعالج بهذه الصورة.
نحن لا نقول بأن ما ود من إشارات بخصوص جامعة طرطوس صحيح أو لا، فهذه ليست مسؤوليتنا، إنها مسؤولية الجهات المختصة ووزارة التعليم العالي التي أصرت إلى الآن إلى تجاهل ما يقال مما فهم على أنه تأييد لإدارة الجامعة التي لا لم تكن يوماً الاستثناء الوحيد في طرطوس من حيث حسن الأداء والكفاءة والحرص على الصالح العام. فهي كغيرها من مؤسسات القطاع العام تعاني ما تعانيه من محسوبية وفساد ولا تخلو من بعض الاستهتار في متابعة الأمور التي تتعلق بالجامعة بشكل عام من قبيل البنية التحتية المتواضعة والمتناثرة ناهيك عن المشاكل الأخرى التي تتقاسمها كل الجامعات السورية فيما يتعلق بضعف الإنفاق لأغراض البحث العلمي التي قد يكون الوضع الاقتصادي للبلد أحد الأسباب وليس السبب الوحيد.
نحن لا نريد ان نقول بأن جامعة طرطوس محدثة ونكرر ما تم ذكه في بيان مجلس الجامعة الأخير، ونحن نتفق مع البيان لجهة ضرورة الحرص على سمعة الجامعة ولكن ليس بالطريقة التي تصورها إدارة الجامعة. الحرص لا يكون بكم الافواه، وملاحقة من يرى ثغرة أو التضييق على من يشير إلى مكامن الخطأ. هذه الطريقة باليه وخصوصاً في زمن التقنية والعصر الرقمي والإعلام الالكتروني الذي أتاح للجميع حق التعبير عن رأيه والمشاركة فيه، ومكن أي مهتم أو صاحب رأي من الإدلاء برأيه في أي موضوع وبموضوعية وشجاعة.
كان الأولى بمجلس الجامعة أن طالب بالإجماع وحرصاً على الجامعة وسمعتها مثلاً من تحسين موقع الجامعة الالكتروني المخجل (نرجو منكم زيارة الموقع للإفادة وإعطاء الرأي)، وكان بإمكان مجلس الجامعة أن يطالب المحافظة أو الوزارة بضرورة الإسراع بتأمين الاحتياجات الأساسية للطلاب والأساتذة (متطلبات التعليم الأساسية التي تفتقر إليها الجامعة). لا نعلم ما المغزى من قرار مجلس الجامعة الأخير. ثمة سؤال هام برسم وزير التعليم العالي للاستيضاح فيما إن كانت وزارة التعليم مع هذا القرار، وما هو موقفها إن كان الكثير من أساتذه الجامعة وموظفوها وطلابها يعلمون بأن بعض ما ذكر في الإعلام صحيح وليس كل ما قبل فيه تلفيق.
طبعاً نحن كوسيلة إعلامية تعكس وجع الناس وتصور حالهم لسنا أبداً مع التعابير المسيئة في الخطاب، ولسنا أبداً مع ثقافة الإلغاء التي يمكن أن تتبعها أية جهة مهما كانت، فللجميع الحق في التعبير المسؤول عن آرائهم ومشاعرهم وقد يختلف الكثيرون على أمور كثيرة وتفاصيل دقيقة، ولكن هذا لا يجب أن يجعل الأمور تنحدر إلى مستويات المهاترة وردود الأفعال وخصوصاً وأننا كنا ولا نزال وسنبقى نرى في الجامعة الدور الريادي في المساعدة في التنمية والرديف الحقيقي لكل قطاعاتنا الاقتصادية والاجتماعية والخدماتية وإن كان ثمة من تقصير ما فهذا لا يعني أنه أسيء إلى الجامعة وخريجيها، فالكثير يعلم ان معدلات القبول في طرطوس من الأعلى بسوريا وطلابها متميزون وفيها من الكادر التدريسي المشهود له بالكفاءة حالها حال أي جامعة سورية.
لم تكن جامعة طرطوس هي الجامعة الأولى التي تناولها الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بمخالفات وعثرات هنا وهنك ولكن ما صدر عن دود فعل من إدارة الجامعة والصيغة التي وردت فيها لا ينسجم مع ما يجب أن تحمله الجامعة من مثل وقيم ونهج في الانفتاح وأن تكون قدوة في العمل والمثابرة والمتابعة والتحصيل وعدم الانجرار نحو سياسة ردود الأفعال والتهديد التي لا تعالج المشاكل إنما تؤجل حلها إن لم تعقده. . نسأل الله الخير لسوريا ولطرطوس وللجامعة ونختم بالقول بأن الحرص على الجامعة يأتي بالعمل وبالهمة وليس بسياسة تصفية الحسابات والتهديد والوعيد. الجامعة وطرطوس وسوريا بحاجة كل أبنائها المحبين أينما كانوا ومن يصر على القول بأن نقداً ما أو إشارة إلى تقصير ما أو إساءة معينة هي تشهير بالجامعة فإننا نقول بأن الجامعة ككيان ليست شخص ولا مجموعة أشخاص إنها كادر ضخم وخليه نحل تبدأ من الطالب والمدرس والمخبري والموظف ولا تنتهي عند الإداريين ورئاسة الجامعة بل تتعداها إلى الحاضنة العامة التي نحن جزء منها.
A2Zsyria