عبي بالخرجعرب وغرب

ماذا يعني أن يكون ترتيب جامعة دمشق 3546 على مستوى العالم

تتسابق الدول على دعم الجامعات وتحسين جودة التعليم فيها وتأمين مستلزمات البحث العلمي لما له من أهمية كبرى في رفد الإنتاج وتحسين الدخل الوطني ورفد سوق العمل باحتياجاته من القوى العاملة، إضافة إلى المساهمة في حل مشكلات المؤسسات والوزارات والقطاعات الإنتاجية والخدمية والإدارية. لا يختلف أحد على أهمية الجامعات ودورها باعتبارها واجهة البلد الثقافية، إذ أن لها دوراً رائداً في التنمية الإدارية والمجتمعية، فنرى كثير من الدول تنفق الكثير من الأموال على الاستثمار في الجامعات وتأمين البنى التحتية من مخابر وتجهيزات وقاعات تدريسية ناهيكم عن تأهيل الكادر التدريسي من خلال تعزيز التعاون مع الجامعات الأخرى ودعم المشاركات الخارجية والتبادل العلمي والأكاديمي بين الجامعات.
في سوريا التي أجهدتها الحرب وأنهكها الحصار الجائر، ثمة ألم وحرقة لما آل إليه واقع الحال في التعليم العالي ومستوى الجامعات التي زاد من حيث الكم وانحدر من حيث النوع، وهذا أمر يتفق عليه أغلب المهتمين الموضوعيين بالشأن الأكاديمي. طبعاً حال الجامعات السورية المتواضع ليس وليد اللحظة وتواضع مراتب التصنيف الذي تحتلها الجامعات السورية ليس فقط مرده للحرب والمشاكل الاقتصادية وحدها. إنه عملية تراكمية و مستمرة من العثرات والقرارات غير الحكيمة التي تم اعتمادها في الجامعات السورية كافة ومن قبل مجلس التعليم العالي المسؤول الأول والأخير عن سمعة الجامعات والذي بعلم أو بغير علم لم يكترث لأهمية سمعة الجامعات السورية التي خرجت ولاتزال تخرج الكثير من الناجحين والفاعلين في مختلف المجالات.
وحتى لا نفتح المجال للمصطادين بالماء العكر، نقول هناك فرق كبير بين أن يكون بعض الخريجين على درجة من الكفاءة العلمية والمهنية من خرجي الجامعات وبين أن يكون هناك هيئة مستقلة مهمتها العمل على تحسين واقع الجامعات بما يتماشى من الاعتمادية والتقييم الذي يمكن من تحسين حضور جامعاتنا على المستوى الدولي أو على الأقل على المستوى الإقليمي.

إن تغيب الجامعات السورية عن معظم تصنيفات الجامعات العالمية، هذا مخجل بحق كل المسؤولين عن التعليم العالي في سوريا، وأن يكون ترتيب جامعاتنا في قائمة تطول حتى يتم لحظ جامعة سورية فهذا معيب. لا نعلم ماذا يمكن لمسؤولي التعليم العالي أن يبرروا تفوق أغلب جامعات دول المنطقة على أعرق وأقدم جامعة في المنطقة وهي جامعة دمشق. إن كانوا يعتقدون أن ثمة من مؤامرة خلف هذه الأرقام فليخبرونا بذلك وإن كان ثمة من أمور يمكن أن تتخذ لتحسين واقع الجامعات فلماذا الانتظار ولمصلحة من هذا الحال الذي وصلنا إليه.
للمعنيين والمسؤولين في وزارة التعليم العالي ولرؤساء الجامعات السورية كافة نقول ” إن كان لا يهمكم ما تتضمنه الأرقام التي تصنف ترتيب جامعاتنا، وتعتقدون ان جامعاتنا أفضل من غيرها فتفضلوا أجيبونا وحاولوا إقناعنا كيف أن جامعاتنا أفضل من جامعات المنطقة”. نحن لا نقول بأننا نريد لجامعاتنا أن تكون أفضل من الجامعات الأميركية والبريطانية والتي ميزانياتها تتجاوز ميزانية سوريا والدعم التي تتلقاه من الشركات العملاقة والحكومة يفوق الخيال، ولكن بالتأكيد يؤلمنا كثيراً رؤية ترتيب جامعاتنا تبتعد عن صدارة الجامعات في المنطقة.
تصوروا أن تسبق عشرات الجامعات من دول حديثة التشكل عمرها أقل من ربع عمر جامعة دمشق، لسان حال من يعرف يقول أعاننا الله على ما نحن فيه. لمن يريد أن يقول أن الحرب هي وحدها السبب سنقول له بأن لبنان خاض حروباً أهلية ولكن أغلب جامعاته ليست في سوية أي من جامعاتنا ومن لديه شيء يريد أن يفيدنا به ولا نعرفه فليتفضل مشكورة بالإضاءة وسنكون له من الشاكرين. يجب أن يطالب كل وزير تعليم عالي ورئيس جامعة بجردة حساب سنوية عما قام به لتحسين ترتيب جامعته وهذا مطلب حق وواجب لكل من يحب سوريا ويتمنى لها الخير والقيامة والتعافي.
من يود الاطلاع على التصنيف العالمي الوحيد الذي يلحظ مؤشره جامعاتنا السورية فليتفضل بزيارة الموقع الأصلي الموجود على الرابط هنا، نعتذر منكم إن كنتم تعتقدون ان ترتيب جامعاتنا أفضل من ذلك.

Visited 72 times, 1 visit(s) today