مخاوف أممية من تفش الكوليرا في سوريا والحكومة آخر همها
دمشق..
قالت وزارة الصحة إن 29 شخصا توفوا فيها بالكوليرا فيما تصفه الأمم المتحدة بأنه أسوأ تفش للمرض منذ سنوات في البلد الذي تمزقه الحرب.
وقالت الوزارة في بيان إن اختبارات التقييم السريع أكدت وجود 338 حالة إصابة في البلاد منذ ظهور الوباء للمرة الأولى الشهر الماضي وإن معظم الوفيات والإصابات في محافظة حلب في الشمال.
وذكرت الوزارة أن هناك 230 حالة إصابة في محافظة حلب حيث تأكدت وفاة 25 شخصا. وباقي الإصابات موجودة في مختلف أنحاء البلاد.
وقالت الأمم المتحدة هذا الشهر إنه يُعتقد أن تفشي المرض مرتبط بري المحاصيل باستخدام مياه ملوثة وشرب مياه غير آمنة من نهر الفرات الذي يشطر سوريا من الشمال إلى الشرق.
وذكر مسؤولون طبيون أن المرض شديد العدوى انتشر أيضا في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد ومناطق المعارضة في منطقتي شمال وشمال غرب سوريا اللتين نزح إليهما الملايين بسبب الصراع المستمر في البلاد منذ عشر سنوات.
التفشي الحالي للكوليرا هو أول تفش في السنوات الأخيرة حسب الانتشار الجغرافي وهو ما يثير القلق حسب ممثل الأمم المتحدة في سوريا، عمران رضا، الذي أوضح إن تفشي الكوليرا يمثل تهديدا خطيرا في سوريا والمنطقة، داعيا إلى استجابة عاجلة لاحتواء انتشاره.
والمرض يصيب سنوياً بين 1,3 مليون وأربعة ملايين شخص في العالم، ويؤدي إلى وفيات بين 21 و143 ألف شخص.
وقد ظهر المرض بشكل الوباء الأول عام 1816 في البنغال، ثم انتشر في الهند بحلول عام 1820، وتوفي مئات الآلاف من الهنود وعشرة آلاف جندي بريطاني خلال هذا الوباء، ليمتد بعد ذلك ويتفشى في الصين وإندونيسيا حيث توفي أكثر من 100 الف شخص في جزيرة جاوة وبحر قزوين قبل ان ينحسر، ليعود بعد ذلك المرض في ستة أشكال وبائية آخرها امتد من عام 1961–1975 حسب استاذ العلوم الطبية والدراسات السريرية الدكتور غازي مسلم.