اخترنا لكمتقارير خاصة

من المسؤول عن تحويل نتائج الثانوية العامة أماني للأهل قبل الطلاب

بينما أغلب طلاب الثانوية العامة وأهاليهم ينتظرون بفارغ الصبر نتائج امتحانات الثانوية العامة لدرجة متابعتهم لأي إشاعة من قبل أي موقع بغض النظر عن المصدر، وهذا مفهوم وخصوصاً مع الثانوية العامة في سوريا التي بموجبها يتحدد الفرع الذي سيدرسه الطالب في المرحلة الجامعية ويؤثر إلى حد كبير عما يريد فعله في المستقبل.
قد نفهم شدة الحماس والاندفاع من قبل الأهل والطالب على حد سواء ولكن المبالغة في الأمر ليست في صالح أحد. لقد نسينا في بلدنا أن لكل دوره وأضحى الجميع يلهث وراء الدرجات العليا ليحصل على فرع يتطلب علامات عالية تؤهله للسفر بالدرجة الأولى أو لتحصيل عمل يستره في المستقبل ويدر عليه ما يحتاجه ويزيد من الفلوس وهذا أيضا حق مشروع لأي كان.
ومع مآسي المواطنين وحال البلد التي تزداد صعوبة زادت الأمور سوء، والتشنج أصبح سيد المواقف للجميع. نسي الكثيرون أن المجتمع بحاجة المدرس وبحاجة المزارع وبحاجة العامل وبحاجة الفني بقدر حاجته للممرض والطبيب والمهندس والإعلامي وكل هؤلاء لا يمكنهم الاستمرار بحياة رغيدة من دون أصحاب المهن الأخرى التي تكمل حلقة الحياة وتؤمن الخدمات بدءاً بمن يزرع ويجني مرورا بمن يربي الفراخ والمواشي وانتهاء بمن يصنع المواد الغذائية التي نحتاجها لنعيش.
في شرقنا حيث الانقسام في كل مكان، بين المتعلمين انقسام، بين العامة ثمة اقسام، بين التجار ثمة اقسام وبين الفروع الجامعية ناهيكم عن كافة المهن الأخرى. والموضوع لايتوقف عند الانقسام بل يتعداه إلى التنمر أحيانا وهذا موجود في كل تفصيل من حياتنا.
الغريب أنه ورغم إجماع الجميع على أن لكل كنا دوره في هذه الحياة إلا أن التطبيق والواقع بعيد عن هذا. وبالعودة إلى نتائج الثانوية العامة، نود أن نقول أنها يجب أن تكون فرصة للفرح والسعادة للأسرة والطالب. فالدرجة ليست هي ما يجب أن يحدد نظرتنا للحياة ومدى سعادتنا، انظروا حولكم وستجدون كم هناك من الأطباء التعساء وكم هناك من المهندسين الأكثر تعاسة والمدرسين المحطمين والإعلاميين المنكوبين وفي نفس الوقت ستجدون المزارع الناجح والفني المتفائل وسائق التاكسي الفرح. الحياة رحلة قصيرة ولجميعنا دور ما في هذه الحياة، وبتكامل أدوارنا يبنى المجتمع.
قد يكون ما كتبناه أعلاه صعب على أغلب السوريين ولكن هذا لا يعني أن أي بلد يمكن أن يتطور إن كان كل أبنائه يعملون في مهنة واحدة.
نأمل أن يأتي يوم نرى فيه أبناءنا يلهثون وراء اختصاصات يحبونها وليس وراء اختصاصات يحبها آباؤهم أو مجتمعاتهم، قد يبدو هذا حلما بعيد المنال ولكن من يدري فربما المستقبل يحمل شيئا في هذا السياق. نتمنى التوفيق والنجاح لكل المتقدمين ونأمل أن يسعد الجميع بدرجاتهم مهما كانت ونأمل أن يقتنع الأهالي قبل الطلاب بأهمية حضور أبنائهم ونجاحهم في أي فرع وأن دورهم هام في أي مكان.

Visited 10 times, 1 visit(s) today