اخترنا لكمحكي الناسعرب وغرب

من يعتقد ان قيامة سوريا قريبة من دون أبنائها المغتربين واهم

دمشق:

تخرج إلينا بين الفينة والأخرى بعض التصريحات من جهابذة الفهم وفقهاء التنظيرالخلبي تتناول المغتربين بطريقة أقل ما يمكن وصفها بأنها غير موضوعية وبعيدة عن الحقيقة. وسنفد في هذه الأسطر بعض الجوانب التي لا يمكن تجاهلها أبداً لدور المغترب السوري الحيوي في دعم حضور سوريا المعنوي والمادي بعيداً عن ترهات النفاق الوطني والاتهامات بضعف الانتماء الوطني وكأن البعض يريد ان يقنعنا بأن جرعات حب الوطن توزع على المواطن مع البطاقة الذكية شهرياً، وأن المغتربين باعتبارهم محرومين من نعمتها ولم يتسن لهم حتى الآن شرف امتلاكها فإن أغلبهم يعاني من عَوَز في الوطنية ويحتاج إلى مقويات ومضادات حيوية لتعزيز مناعته وتحصينه وطنياً.

لا شك بأن أغلب السوريين يحتاج إلى دروس في التربية الوطنية ولكن هذا ينطبق على السوري المقيم و المغترب وينطبق على المسؤول قبل المواطن (لسنا هنا في موقع القاء التهم وفتح نقاش الدجاجة والبيضة الذي لا ينفع). وحتى لا نفتح الباب للمصطادين في الماء العكر نرفض أن تكون الوطنية ومفهوم الانتماء الوطني حكر على المقيم دون المغترب، ويزين المسؤول على رأس عمله دون المواطن البائس. فالمسؤول الذي لا يقوم بعمله وواجبه في خدمة العامة لا يحق له ولا لغيره أن يتهم الآخرين بوطنيتهم ويشكك بانتماء الناس الوطني لسبب بسيط قد لا يتعدى وجهة نظر بقضية لا قيمة حقيقية لها. لمن لا يعرف “الكثير من المغتربين السوريين من مختلف الانتماءات السياسية والدينية والفكرية والثقافية والعرقية يعيشون معاً متجاوزين كثير من الأمور التي لا تزال للأسف حاضرة في نفوس وعقول الكثيرين”.

المغتربون شئنا أم أبينا هم ثروة حقيقية للبلد وهم سفينة النجاة الأخيرة والوحيدة التي قد تسرع عجلة البلد الاقتصادية وتوقف تدهورها وتدفعها للأمام. من لايزال يعتقد ان الأفرقاء الذين تكالبو على سوريا وساعدوا على تدميرها (عن علم أو جهل) سيغدقون أموالهم لإعمارها دون مقابل فهو واهم وعليه مراجعة حساباته. للعلم بأن الأزمة الاقتصادية الأخيرة كان من الممكن أن يكون وقعها أسوأ إلا أن تحويلات السوريين إلى ذويهم وأقربائهم كان سنداً وساعد إلى حد ما بغض النظر عن غياب الأرقام الدقيقة لحجم المساعدات والتحويلات وعدم ذكرها في أغلب وسائل الإعلام الرسمية والخاصة. إن حضور المغتربين السوريين على ساحات النجاح الدولية قائم ولا يمكن تجاهله، وأغلب هؤلاء مستعد للمساعدة بالطريقة التي يقدر عليها من خلال موقعه وعمله وحضوره وتواصله مع من يحب من السوريين.

سوريا القوية بحاجة المغترب والمقيم ومن يقول خلاف ذلك فهو مخطئ وعليه مراجعة الطريقة التي بنى عليها أفكاره ليصل إلى هذه النتيجة المغلوطة. ومن يتعقد أن صكوك الوطنية توزع كما توزع بونات السكر والرز فهو لا يعمل لمصلحة سوريا. أعتقد ان الكثير يدركون أهمية دور المغتربين في البناء والتنمية، وأن المغترب السوري لكثير منهم هو أخ أو أب أو أخت أو قريب محب لهم ولبلدهم وأكثرهم يعي بأن هؤلاء أقرب إليهم من أغلب مسؤوليهم الذين على يفلحوا إلى الآن في كسب ثقتهم أو على الأقل الإيحاء بأن المسؤول قريب منهم ويشاركهم ما يعانونه ولو بالكلام المعسول. بُكرة أحلى لسوريا التي نحب بجهود محبيها المقيمين والمغتربين، ليزهر ربيع الأمل السوري وتستمر الحياة معاً لغد أفضل.

A2ZSYRIA

Visited 11 times, 1 visit(s) today