هذا سبب عدم تهنئة العراق للشرع
هذا سبب عدم تهنئة العراق للشرع … وسط إعراب سياسيين عراقيين عن مخاوفهم وقلقهم من التطورات الأمنية والسياسية في الجارة سوريا، برز موقف بغداد بعدم تهنئة أحمد الشرع بتوليه رئاسة المرحلة الانتقالية في 29 يناير الماضي.
وذهب بعض السياسيين إلى موقف أكثر تشددًا إزاء التغيير في سوريا، إذ وصف رئيس ائتلاف الدولة، رئيس الوزراء العراقي الأسبق، نوري المالكي، ما شهدته الدولة المجاورة بـ”الفتنة”.
تهنئة العراق للشرع
ولم يكتفِ بذلك، بل أضاف، خلال مؤتمر مع شيوخ عشائر كربلاء، أن الذين استلموا الحكم في سوريا بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد “كانوا سجناء لدينا”، في إشارة إلى الشرع، الذي كان يُلقب بـ”أبو محمد الجولاني”.
اقرأ أيضا:الحكومة معنية بخطاب القائد الشرع وتنفيذه وليس العمل عكسه
وكان القيادي في الإطار التنسيقي، محمود الحياني، قد قال لوسائل إعلام محلية عراقية إن سبب عدم تهنئة الجولاني يعود إلى وجود “ملاحظات وإشكاليات” على الرجل، وعدد من أفراد حكومته، مبينًا أنهم متهمون بقضايا إرهاب داخل العراق.
البرلمان العراقي “متريث”
كما قال عباس الجبوري، وهو عضو كتلة الإصلاح والبناء الشيعية (التي تضم غالبية من قيادات الحشد الشعبي)، إن البرلمان العراقي “متريث” في إبداء موقفه من الحكومة السورية الانتقالية، وينتظر ما سيصدر عنها من “أفعال” ومدى تجسيدها للديمقراطية التعددية وعدم تهميش الآخرين.
وفي حين سارعت أغلب الدول العربية ودول غربية إلى تهنئة الشرع، على غرار مصر والسعودية والإمارات والجزائر والسودان والمغرب والأردن والبحرين وعُمان، برز الصمت العراقي الرسمي في هذا الإطار.
من يحكم سوريا.. الشرع أم الجولاني؟
لم يكن مشهد مديرة مدرسة عمر بن الخطاب وهي تعبر بارتباك عن فرحتها بضيفها قائد معركة “ردع العدوان” أحمد الشرع -المعروف سابقاً بأبي محمد الجولاني- أمراً عادياً. فبعد أن أصرّت عليه أن يأخذ ما تبقى من حلوى “الملبس” الشهيرة والتي تُوزَّع في احتفالات المولد النبوي الشريف في دمشق، طلب منها التقاط صورة تذكارية خرجت للعلن في 17 كانون الأول/ ديسمبر 2024 لتثير موجة عارمة في الشارع السوري.
اقرأ أيضا:ما حقيقة منح العراق الإقامة لقادة الجيش السوري السابق؟
وفي عام 2013، انفصل عن داعش وبايع زعيم القاعدة أيمن الظواهري، قبل أن يعلن فك ارتباطه بالقاعدة، ليغير اسم تنظيمه إلى “هيئة تحرير الشام”، التي أحكمت قبضتها على محافظة إدلب.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أدرجت الجولاني على قائمة “الإرهابيين الدوليين” في عام 2013، وبعدها بأربع سنوات أعلنت مكافأة بقيمة 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه، وتم إلغاء هذه المكافأة في ديسمبر 2024.
في المقابل، قال الباحث السوري، عباس شريفة، لموقع “الحرة”، إن الحكومة السورية منفتحة على جميع الحكومات، وهناك علاقات كثيرة بين بغداد ودمشق، تتمثل في العلاقات الاقتصادية والأمنية، نظرًا لوجود حدود طويلة بين الدولتين، فضلًا عن وجود “عدو مشترك”، وهو تنظيم داعش.
التحرر من “السيطرة الإيرانية”؟
وأضاف أن على بغداد التحرر من “السيطرة الإيرانية” لكي لا تتدهور علاقاتها مع سوريا، موضحًا أن “سوريا الجديدة قد بدأت علاقاتها مع جميع الدول من الصفر، بهدف فتح صفحة جديدة مع الجميع، بما في ذلك العراق، وستترك كل الملفات الماضية، ومن ضمنها التدخلات التي قامت بها الميليشيات العراقية المدعومة إيرانيًا في سوريا”.
وأكد المحلل السياسي العراقي، علي البيدر، أن موقف الحكومة العراقية واضح تجاه ما يجري الآن في سوريا، مبينًا أن الرئيس العراقي، عبد اللطيف رشيد، أعلن أن العراقيين “ينتظرون أفعالًا وليست أقوالًا” من الحكومة السورية.
في المقابل، أبدت الحكومة العراقية اهتمامًا بتحسين الملف الأمني مع الدولة السورية، وليس بالشأن السوري الداخلي، بحسب البيدر.
وقال إن هناك تعاونًا جيدًا على مستوى الملف الأمني بين البلدين، يتمثل في عودة العراقيين الموجودين في مخيم الهول وتسليم 50 من العراقيين المنتمين لتنظيم داعش، المسجونين في سوريا، شهريًا.
وقالت الكاتبة اللبنانية، سوسن مهنا، إن ذلك قد يعكس موقفًا متريثًا من هذه الدول، التي ربما تفضل “الانتظار لرؤية مآلات المرحلة الانتقالية” قبل إعلان موقفها رسميًا.
وأضافت أن هذه الدول قد تكون “غير مرتاحة للتغيير المفاجئ في دمشق”، لا سيما في ظل العلاقات التاريخية التي جمعتها بالنظام السابق.
صفحة الفيس بوك: https://www.facebook.com/narampress?locale=ar_AR