هكذا تعيد الديدان اراضي درعا للبكر
يعمل عدد من الفلاحين في محافظة درعا على إقامة مزارع لتربية الديدان وإنتاج الفيرمي كمبوست من أجل الاستغناء عن السماد الكيماوي وإنتاج خضراوات زراعية عضوية، وإعادة أراضيهم إلى البكر بخصوبتها.
وقال الفلاح محمد الربداوي لـ “أثر برس”: “أنا مزارع منذ 30 عاماً، وصاحب مزرعة لتربية الديدان وإنتاج الفيرمي كمبوست، وقمت بالعديد من التجارب الزراعية على استخدام مادة الفيرمي، وكانت نتائجها جيدة ونعمل على وضع 5 تسميدات سنوية بمادة الفيرمي للمنتجات الزراعة لمدة ثلاث سنوات حتى تعود الأرض إلى خصوبتها وتركيبتها البكر”.
ولفت الرزاوي إلى أن سماد الفيرمي أوفر من الكيميائي ومفيد للتربة، وأضاف: “قمت بتجربة زراعة محاصيل البستنة المعروفة في درعا باستخدام سماد الفيرمي وكانت نتائجها أكثر من رائعة.. ومن نتائج التجارب التي حصلت عليها كانت البطاطا، حيث وضعت 25 كيلو فيرمي لكل دونم أرض ولاحظت أن عملية الإنبات تمت قبل الحقل الذي لم يضاف إليه الكمبوست، وبالنسبة للإنتاج أعطى كل طن من البذار 22 طن من البطاطا المسمدة بالسماد الكيماوي بينما أعطى طن البذار الذي تم تسميده بالكمبوست 33 طن بطاطا، وبالنسبة إلى جودة المنتجات كانت الطعمة أطيب بالمذاق ولونها أفتح عند القلي”.
وأشار الرزاوي إلى قيامه بالتجارب أيضاً على محاصيل الباذنجان والذرة وأشجار الرمان والزيتون، وإنهاء تجربته على محصول القمح والمادة العلفية الباقية والزهرة الشتوية (القرنبيط)، مبيناً أنه لاحظ الفرق بزيادة 107 كيلو في كل دونم قمح وصلابة وقساوة بالزهرة بالإضافة إلى طعم مختلف.
المزارع السوري حسان خليفة الذي أدخل أول مشروع من نوعه لتربية الديدان وإنتاج الكمبوست في سوريا وعضو في لجنة تحديد مواصفات الفيرمي كمبوست المشكلة في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، بيّن لـ “أثر” أن مشروع تربية الديدان يجذب انتباه المزارع في درعا، وهناك توجه كبير لتربية الديدان في درعا بسبب فوائد الأسمدة العضوية للخضراوات وصحة الناس بشكل عام وفوائده في عودة الأراضي الزراعية الخصبة في درعا إلى البكر بخصوبتها.
واعتبر خليفة أن تربية الديدان لمدة عام كفيلة بتحقيق فائدة اقتصادية والاستغناء شبه التام عن الأسمدة الكيماوية وخاصة الأسمدة التي يتم استيرادها، بالإضافة إلى الاستفادة من شاي الكمبوست في معالجة الكثير من أمراض النباتات، وتوفير الأموال على المزارع أولاً وعلى المستهلك في النهاية.
وأشار خليفة إلى أن حاجة الدونم الواحد لـ20 كيلو سماد فيرمي ثمنهم حسب السعر الرائج للفيرمي 40 ألف ليرة سورية، بينما سعر 20 كيلو من السماد الكيماوي 80 ألف ليرة والإنتاجية بالنسبة للزراعة بالسماد الفيرمي تزيد بالطن الواحد كما هي التجارب الفعلية التي تمت على مادة البطاطا في درعا بحدود 11 طن بطاطا لكل طن بذار.
وبيّن خليفة أن تربية الديدان تنتشر في الريف السوري بشكل كبير، وأنه يشرف ويواصل مع مئات الفلاحين الذين يطلقون مشروعهم بمئات الديدان ويتواصلون لتعليمهم آلية إكثار الديدان والتربية كما هناك العديد من طلاب الماجستير والدكتوراه الذين يتواصلون للحصول على السماد وإجراء تجاربهم العلمية، كما تم تقديم حوض ديدان تجريبي إلى كلية الزراعة بدمشق.
الدكتور سائر برهوم المتخصص بتحليل وتقويم المشاريع (دراسات الجدوى) بيّن لـ”أثر” أن تكلفة المشروع الاستثمارية 7 مليون ليرة، كما أن مشروع تربية الديدان يحقق أرباحاً تصل إلى 40%، وخاصة إذا ما اتبع إدارة وتنظيم علمي للمشروع.
وأشار برهوم إلى أن سعر كيلو الفيرمي يصل في الأسواق إلى 2000 ليرة سورية، والمشروع ينتج بين 4 الى 6 طن سنوياً للحوض الواحد، والمشروع بحاجة الى تكاليف تشغيلية حوالي 3.5 مليون ليرة من أجور عمالة وتكاليف الوقود ومواد التغذية والمياه، وينصح في السنة الأولى لتربية الديدان بالعمل على إكثارها لما لها من أهمية في تحقيق وفر في ثمن الديدان اللازمة.
واعتبر برهوم أن اتجاه الفلاحين في درعا لتربية مزارع الديدان وإنتاج الفيرمي كمبوست من شأنه الاستغناء عن السماد الكيماوي وعودة الأراضي إلى خصوبتها البكر.
أثر برس