هل تستر” الاعمال الخيرية “رذيلة لصوص الحرب ؟ .
دمشق..
سَمِعتُكَ تَبني مَسجِداً مِن خيانَةٍ وَأَنتَ بِحَمدِ اللَهِ غَير مَوفَّقِ
كَمطعمَةِ الزهّادِ مِن كَدِّ فَرجِها لَها الوَيلُ لا تَزني وَلا تَتَصَدَّقي .
بيتان من الشعر يختصران حقيقة و واقع قلاع ضخمة من الأموال القذرة وليدة الأزمة والتي تحاول وبكل الوسائل تلميع نفسها إعلامياً .. هذه الأموال التي باتت أمراً واقعاً بعدما انتعشت على معاناة الناس تعلم ما هو مطلوب منها اليوم لكنها تتهرب من مسؤوليتها الوطنية والاجتماعية وترمي ببعض الفتات هنا وهناك تحت مسمى تبرعات وصدقات واعمال
خيرية .
عندما نعلم كيف شارك أغنياء بعض الدول (تجار – صناعيين – مزارعين – ووو) في دعم شعوب وحكومات بلادهم خلال وبعد الحرب العالمية الثانية نعلم جيداً مدى سفالة غالبية رؤوس الأموال في بلدنا ممن تؤكد الوقائع أنها كالغربان التي تنتعش على جثث الحروب.
بعدما تأكد أن المال والنجاح لا يغير الناس بل يُظهر حقيقتهم , وبعد أن ثبت صحة مقولة ” لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع فإن الخير فيها دخيل”, بعد ذلك على هذه الأموال وخاصة “بنت الحرب ” إدراك أن الأنانية المفرطة تولد الحسد الذي بدوره يولد البغضاء التي تولد الاختلاف الذي يولد الفرقة التي تولد الضعف الذي يولد زوال النعمة وهلاك البلد .
وسط هذه الحقيقة هناك من يتساءل ساخراً : لماذا هذه الأموال لا تبادر إلى “شهامة” يحتاجها البلد في هذه الظروف الصعبة .. لماذا هذه الأموال التي باتت أمرأً واقعاً ومقوننة بشكل أو بآخر لا يتم توجيهها بالشكل الصحيح بحيث يستفيد منها الجميع , لماذا لا يتم استثمارها في مشاريع تنموية زراعية وصناعية ؟.
طبعاً رأس المال الموصوف بالجبان كان في بداية الأزمة امام ثلاث خيارات إما الهروب خارج البلد والنجاة بريشه من مستقبل غامض , أو المغامرة والبقاء والتأقلم مع ظروف الحرب وتداعياتها , أو الإمساك بالعصا من المنتصف من خلال إبقاء جزء منه في السوق المحلية والفرار بالجزء الآخر.
رأس المال الذي هرب برر فعلته بعدم وجود قوانين تحميه من “سلبطة” بعض المواقع التي تريد أن تكون شريكة لكن بالأرباح فقط .. رأس المال الذي بقي في البلد رأى أن ظروف الحرب تستحق المغامرة فهي مثالية لمضاعفة الثروة حتى بوجود ” شركاء الأرباح ” .. وسط ذلك يبقى رأس المال وليد الحرب مجهول الاتجاه والأهداف ويثير المزيد من الخوف بين الناس ؟. بل هناك من يستغرب لماذا يستصعب “رجال الأعمال ” ممن كوّنوا ثروات كبيرة من خيرات البلد أن يضحوا بقسم منها في سبيله في وقت لم ولا يتردد الفقراء “مالياً ” بالتضحية بأبنائهم في سبيل سيادة وكرامة بلدهم .
بالمحصلة .. بينما هناك رجال أعمال أثبتوا خلال الأزمة أنهم رجال حقيقيون ويمكن التعويل عليهم وطنياً ..هناك من يدعو أصحاب الأموال الضخمة الهائجة الى تذكر “أن المليونير هو رجل يساعد موته على حل أزمة الكثير من أقاربه” .
#الساعة_25: نضال فضة