هل سيعلن السوداني قيامة العراق من واشنطن؟!
من السبت إلى الخميس تمتد زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وسيلتقي ضمنها مع الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض لمدة ساعة واحدة كما هو البرنامج الحكومي المقرر للزيارة، فهل سينجح السوداني في تدوير الملفات العراقية والفوز بموافقة خروج قوات التحالف الدولي من العراق، والانتقال بالعلاقات مع الولايات المتحدة إلى مرحلة جديدة تتضمن تفعيل بنود اتفاقية الإطار الاستراتيجي كما هو الهدف الأساسي المعلن من الزيارة.
السوداني يزور واشنطن
الغائب عن الزيارة وزير الخارجية العراقية “فؤاد حسين”، ولا نعلم إن كان سبب غيابه عن الزيارة التاريخية وفاة عقيلته الأسبوع الماضي أم هناك أسباب أخرى؛ بينما الحاضر في لقاء السوداني مع وزير الخارجية الأمريكي ممثل حكومة إقليم كردستان التي زارها السوداني قبل زيارته إلى واشنطن.
استلام قطع أثرية
الوفد الحكومي العراقي المرافق لرئيس مجلس الوزراء يتركز على المستشارين وعلى وزيري النفط والتخطيط وبعض النواب، واللقاءات تتركز مع وزراء الخارجية والدفاع والخزانة الأمريكيين؛ فضلاً عن مستشار الأمن القومي، وغرفة التجارة الأمريكية وكبار المسؤولين في الشركات النفطية، والصناعية ورئيس مجلس القمح الأمريكي.
اقرأ ايضا:هذا ماحدث مع وزير الزراعة في سوق الهال بالعراق
ومن العناوين الهامة للزيارة استلام قطعة أثرية من متحف الميتروبوليتان في نيويورك، والذي يفتح باب الأسئلة هل ستعيد واشنطن التراث العراقي المنهوب؟ وهل هي مهتمة بهذا التراث أم مجرد استعراض، وإعادة القطع الاثرية التي لا معنى لها بالنسبة لواشنطن.
العقوبات على المصارف العراقية
ومن العناوين اللافتة هي اللقاء مع رئيس بنك “جي بي مورغان”، والتي تفتح باب الأسئلة حول رفع العقوبات عن المصارف العراقية ومساعدتها على الانفتاح على البنوك العالمية، والارتقاء في التجارة العراقية، وتقديم القروض والمنح، وتشجيع الشركات الأجنبية على الاستثمار في العراق، وحل مشكلة الديون المتعثرة الخارجية على العراق.
اقرأ أيضا: هذا مضمون الاتفاق العراقي السوري بشان دجلة والفرات
وهل يستطيع السوداني والوفد المرافق له إقناع الرأي العام في واشنطن من خلال الجلسات الحوارية التي سيعقدها في الجامعات، ومع وسائل الإعلام أن التدخل الأمريكي في بغداد كان الخطأ الأكبر لدى الإدارات الأمريكية السابقة، وأن وجود قوات التحالف الدولي في العراق لا معنى لها، ولا مبرر لوجودها وهل سيكون الوفد العراقي قادراً على إحداث التغيير اللازم؟ وإيصال الصورة الواقعية على أن وجود القوات الأمريكية في المنطقة يشكل خطراً عليها، ويمكن في أي لحظة أن تخسرها، وأن تعمل على حل الملفات العالقة في الشرق الأوسط، وإيقاف حمام الدم في غزة قبل أن تدخل المنطقة في مرحلة الفوضى التي لا يمكن أن يتحمله العالم.
بانتظار النتائج
وعلى جدول أعمال السوداني توقيع أربعة عقود مع الشركات الأمريكية سيحضرها وزير النفط وبعض المستشارين للسوداني، وعلى الأغلب أن تكون هذه العقود خاصة بالنفط، ومن اللقاءات المتوقعة للسوداني مع شركة لوكهيد مارتن لصناعة الطائرات العسكرية، ومع مدير المخابرات الوطني الأمريكي، ومع شركة “هانيويل”، ومع شركة “GE”، ومع شركات الطاقة الأمريكية، ومع الجالية العراقية وما يأمله الشعب العراقي ألا تكون اللقاءات استعراضية وأن تكون الكفة لصالح الشعب العراقي الذي عانى ما عاناه خلال السنوات الماضية.
إقناع الشارع الأمريكي بالخروج من المنطقة
ما يأمله الشعب العراقي أولاً والشعب العربي وخاصة دول جوار العراق أن يتم تدعيم سيادة العراق واستقلاله، وإنهاء وجود قوات التحالف الدولي في العراق، واستقرار الشرق الأوسط، وترك مكافحة “داعش” والإرهاب لأهله، وتفعيل جميع أحكام اتفاق الإطار الاستراتيجي الذي وقعه العراق والولايات المتحدة في عام 2008، وليس الاقتصار على الجانب الأمني فقط.
والأهم من كل ما سبق يجب أن يقنع الوفد العراقي الجانب الأمريكي أن خفض التصعيد الشامل في الشرق الأوسط يصب في مصلحة كل من العراق والولايات المتحدة، ويتطلب ذلك- قبل كل شيء- نهاية عاجلة للحرب في قطاع غزة، واحترام الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وخروج القوات الأمريكية من الشمال السوري.
أخبار حلب
صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress/