اخترنا لكمتقارير خاصة

هل شطبت روسيا ديون سوريا

انتشر اليوم كالنار بالهشيم خبر شطب روسيا ديونها من سوريا وترافق مع تقديم البلاد على أنها دولة خالية من الديون بعد 12 سنة من الحرب.
النص الذي انتشر حمل صياغتين الأولى “سوريا دولة خالية من الديون بعد أن شطبت روسيا ديونها” والثانية “سجل سوريا خالي من الديون رسميا بعد أن شطبت روسيا ما تبقى من ديونها”.
الخبر بصياغته الحالية يعود لصفحات مواقع التواصل الإجتماعي سواء صفحات الناشطين/ات الصحفيين/ات أو الصفحات الإخبارية العامة في الداخل السوري.
سناك سوري أجرى بحثاً عن المصدر الرئيسي للخبر وعثر عليه في صحيفة الثورة الحكومية والتي نقلته عن ورقة قدمها مصرف سوريا المركزي.
عملية النقل الحالية أثارت بعض الالتباس حول شطب روسيا لديونها. وساد اعتقاد لدى المتابعين أن الخبر جديد خصوصاً وأن جميع مصادره لم تجِب على سؤال صحفي رئيسي هو “متى”.

لكن قبل الحديث عن الشطب لابد من الإشارة إلى أن دولة “روسيا الاتحادية” قبل عام 2011 لم يكن لديها أي ديون على سوريا. وإنما “الاتحاد السوفييتي” هو من كان لديه هذه الديون.
وخلال قرابة 14 سنة كان هناك جدل سوري روسي حول موضوع هذه الديون حيث كانت بعض الأوساط في دمشق تقول إن هذه الديون للاتحاد السوفييتي وليست لروسيا. بينما كانت روسيا تقول “نحن الاتحاد السوفييتي” أي أنها وريثة الاتحاد وديونه.

في عام 2005 توصل البلدان لاتفاق على أن تسدد سوريا لروسيا 3.6 مليار دولار فقط من أصل 13.4. وحينها اعتبرت الأوساط السورية أن هذا المبلغ مرضٍ لدمشق. فيما اعتبرت موسكو أنها شطبت 73% من ديونها على سوريا.

وبحسب الاتفاقية فإن على دمشق تسديد 2.1 مليار دولار مباشرة أي عام 2005. فيما يسدد الباقي على شكل قروض. علماً أن التسديد كان بطريقتين “عملة قابلة للتداول وبالليرة السورية”.

رئيس هيئة تخطيط الدولة آنذاك “عبد الله الدردي” قال وفق أرشيف الهيئة الذي اطلع عليه سناك سوري إن الدين الخارجي بعد هذه الاتفاقية أصبح يشكل قرابة 10% فقط من الناتج العام.

في تلك المرحلة وإلى جانب اتفاقية الدين مع روسيا. كانت سوريا تسعى لحل مشكلة الديون مع بلغاريا ورومانيا. وسبقها اتفاقية تسوية الدين مع سلوفاكيا.

الورقة التي أعدها المركزي ونشرت صحيفة الثورة أجزاء منها جاء فيها أن سوريا تعد من الدول التي يخلو سجلها المالي بصورة شبه كاملة من الديون الخارجية أو الداخلية بعد أن شطبت روسيا ما تبقى لها من ديون متبقية من عهد الاتحاد السوفييتي. وهنا فإن ورقة المركزي تقصد بوضوح الديون القديمة للاتحاد السوفييتي.

لكن هذا السجل المالي لم يعد يخلو من الديون بحسب ورقة المركزي ذاتها التي جاء فيها حرفياً:«ولا تزال سوريا تحافظ على دين خارجي يعتبر مضبوطاً ومحدوداً رغم ما تعرضت له من تخريب وتدمير كبيرين خلال فترة الحرب. إذ إن خروج حقول النفط والقمح عن السيطرة وتضرر القاعدة الإنتاجية بشكل واسع، شكّلا عامل ضغط على إمكانيات البلاد وقدراتها على مواجهة تداعيات الحرب المتسارعة».

وختمت الورقة التي تكشف معلومات تغيب عنها الشفافية أنه:«وفي الوقت الذي تعاني فيه الخزينة العامة للدولة من انخفاض شديد في وارداتها المالية، يتمثل التحدي القادم للحكومة في القدرة على الاستمرار في ضبط هذا الدين، لا سيما مع توفر الظروف المحلية والدولية للبدء بعملية إعادة الإعمار، والتي ستكون في النهاية بحاجة إلى تمويل كبير».

ويرى مراقبون أن هذه الفقرة الأخيرة حول الحاجة لتمويل كبير عبارة عن تلميح لفكرة الاستدانة والحاجة لقروض مستقبلاً.
بالعودة إلى جزئية الخبر المتداولة حول شطب الديون الروسية على سوريا وخلو سوريا من الديون والاجتزاء من ورقة المركزي فإنه يعد بمثابة تضليل. لناحية إغفال جزئية متى تم شطب هذه الديون حيث تم الإيحاء أنها شطبت حديثاً. ولجزئية خلو سوريا من الديون حيث أن ورقة المركزي ذاتها تقول أن سوريا تحافظ على دين خارجي يعتبر مضبوط ومحدود .

صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress

 

Visited 43 times, 1 visit(s) today