وائل شرف في مرمى الانتقادات
يفرد وائل شرف جزءاً من وقته للسوشل ميديا، إذ يعتبرها نافذة مؤثرة لمخاطبة جمهوره بشكل يومي، وخصوصاً أنّه يقيم في لندن بعيداً عن سوريا. هكذا، قدّم من خلال صفحته على الفايسبوك مثلاً فيديوات على شكل برامج عرّف فيها الناس على أهم المواقع السياحية والأثرية في عاصمة الضباب. كذلك، حكى عن بعض الأطعمة والعادات وأسلوب الحياة، فيما استعاد جزءاً من ذكريات تصوير مسلسلاته، وخصوصاً سلسلة «باب الحارة» التي كان واحداً من أبطالها على مدار أجزاء عدة.
في العموم، يجرّب النجم السوري التركيز على إيجابية مواقع التواصل الاجتماعي، والتعاطي بمنطق نقي مع الآخرين. على سبيل المثال، كان أوّل من تنبّه لزميله الممثل يحيى بيازي وهو يطلّ عبر حسابه على «تيك توك» فيما بدا واضحاً أنه يعاني من مشكلة في النطق وملامح المرض ظاهرة عليه. ترك له تعليقاً، فلم يره بيازي في زحمة التعليقات، فقرّر أن يدعمه حسب قوانين المنصة الشهيرة، قبل أن يظهر معه ضمن بثّ مباشر مشترك ويلعبا وفق تحديات «تيك توك». بعدها، دعا شرف متابعيه لدعم زميله ومتابعته على حسابه. وسرعان ما استحال جزء من هذا البثّ إلى «ترند» اكتسح مواقع التواصل الاجتماعي لساعات طويلة، وظهر بيازي وهو في أقسى حالات العتب والتأثّر بسبب ردود أفعال زملائه وطريقة التعاطي معه، لأنه لم يتلق أي اتصال اطمئنان من الوسط الفني السوري! هنا، طلب منه شرف أن يلتمس للناس أعذاراً… وما هي إلا دقائق، حتى تحوّل فايسبوك إلى مساحة داعمة لبيازي، إذ انهالت التعليقات من الأسماء السورية المكرّسة والجمهور الذين أبدوا تعاطفهم معه، إلى جانب الأمنيات له بالشفاء وتجاوز هذه المحنة. جاء ذلك بعدما شرح بيازي في حديثه المباشر مع شرف أنّه يعاني من «التصلّب اللويحي واعتلال في النخاع الشوكي» ثم تلقى بيازي دعوات ومساهمات لتلقي العلاج!
لكّن السوشل ميديا ذاتها هي التي وضعت شرف في مرمى الانتقادات، على خلفية زيارته إلى ليبيا ونشر بعض تفاصيل هذه الزيارة على حساباته الافتراضية، إضافة إلى صوره بالزي الليبي التقليدي، وفيديوات للحفاوة والترحيب اللذين لقيهما هناك. وسرعان ما راحت بعض المواقع والحسابات الفنية تلاحق الرجل بتهمة تلقيه أموالاً طائلة كأعطيات ومنح، في الوقت الذي يعتبر الشعب الليبي في أمس الحاجة لهذه النقود. وتساءل آخرون عن سبب الحفاوة المبالغ فيها التي حظي بها شرف، رغم أنه لم يحظ أي ممثل تاريخياً باستقبال لافت أو ترحيب مماثل، لا في سوريا ولا في أي دولة عربية! ركّز آخرون على فكرة أن الممثل السوري «قدّم خلال مشواره خصوصاً في مسلسل «باب الحارة» دراما رجعية تحقّر المرأة… فكيف يتمّ تكريمه بهذه الصورة؟!« من جهته، ردّ وائل شرف في حديثه معنا على كلّ ذلك قائلاً: «كان لي شرف زيارة بلد عربي والتعرّف إلى حضارته وشعبه ومنطق حياته اليومي والبحث في تاريخه ونشأته، وكما معروف عني، لستُ ممن يتقبّلون الهدايا والأعطيات لكنني تلقيّت الملايين في زيارتي إلى ليبيا، لكن ليس من النقود، بل من القلوب المحبة والصادقة». ويضيف: «منذ عام 2008، أتلقى الدعوات إلى ليبيا ولم تكن ظروفي أو حال البلاد تسمح إلى أن شاءت المعطيات بأن أكون حاضراً لأنفّذ وعدي للناس المحبّة هناك، ولمحاولة تقديم دعم معنوي لبلد يستحق النوايا الصادقة والسلوك الودي». ويختم بالقول: «أما بالنسبة إلى «باب الحارة»، فلا أعتقد أنه مسلسل يكرّس الرجعية إنما هو عمل ناجح استمر لأكثر من 15 عاماً تابعه الملايين من العرب وأحبوه، ومن ثم لم نقل بأنّه وثيقة تاريخية إنما مادة تنتمي للبيئة الشامية على غرار أفلام الويسترن الأميركية. لذا فالعمل قدّم للدراما السورية والعاملين فيه سمعةً طيبةً».