وزير التجارة والتموين .. مالئ الدنيا وشاغل الناس
دمشق..
لا يمكن لأحد أن يتجاهل المحاولات الدؤوبة من قبل وزير التجارة والتموين الرامية لتخفيف أعباء المواطنين التي وصلت حدودا غير مسبوقة. ولا شك أن نشاط الوزير وتواصله مع العامة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وقربه من الجميع هو ظاهرة جديدة لم يعتد عليها المواطن السوري الذي يستحق مسؤولين يشعرون المواطن بأنهم يعملون لصالحه ولا منية لهم بذلك. عندما نرى السيد الوزير يعتذر من الناس يجب أن نشير إلى هذه الفارقة التي لم يعهدها السوريون أبداً. إذ أن المسؤول عادة ما يكون في واد آخر ولا يعي أبدا ما هي أحوال الناس. وحتى نبقى في السياق نفسه نذكر بأن كثيرين أساؤوا للناس ولم يعترفوا بذلك وحتى أن بعضهم إلى الآن يعتقد أن تصرفه كيفما كان هو منة منه لهم لأنه مسؤول وهم سوقه.
مايهمنا هو القول بأن قرب المسؤول من الناس أمر طيب ويجب أن يعمم ويفرض على الجميع. ومن هنا نبدأ المشوار نحو تخفيف المعاناة التي قد تبدأ بالكلمة الطيبة والتصرف المتواضع، الأمر الذي يخلق أرضية متينة من الثقة المتبادلة بين المسؤول والناس. والجميع يدرك أن هذه الثقة غير موجودة. حتى مع محاولات وزير التجارة والتموين هناك العديد من المواطنين لا يكترثون بما يقول ويعتقدون بأنه كغيره من المسؤولين، وهذا ليس بالغربب أبداً وليس بالأمر الذي بستدعي ردع الناس عن التعبير عن سخطها من واقع الحال وعدم رضاها عن الخدمات العامة ومعيشتها المذرية.
ما نود قوله أن المسؤول مطالب بالاستماع لمشاكل الناس ومطالب بإيجاد حلول لها. نحن لم نقل يوماً بأن الحلول بسيطة وفي متناول اليد، كلا فالحلول صعبة ومكلفة وتحتاج لوقت وتعاون ونفس طويل وارادة طيبة وبيئة مناسبة، وكل هذا غير متوفر الآن.
يمكن للحكومة الايعاز للمسؤولين من حملة الأقلام الخضراء بضرورة الإنصات للناس والتقرب إليهم وتحملهم تحت طائلة الإعفاء إن لم ينفذوا هذا الأمر. لمن يسأل ومالفائدة إن كانت الأمور على حالها نقول بأنها بداية مختلفة وضرورية ليبنى عليها.
صحيح أن التصريحات التي اعتدنا على سماعها من أغلب المسؤولين في أغلبها مستخف بمشاعر الناس ولا يرتقي لمعاناتهم ولكن إن تم كسر الحاجز بين المسؤول والمواطن سيلتزم المسؤول بالحد الأدنى من الموضوعية واللباقة وهذا بحد ذاته أمر لا بأس به في هذه الظروف.
للمواطن عمرو سالم الإنسان الذي يعطي من وقته للعامة الشكر بصفته الشخصية، أما بصفته العامة فنقول له كان الله معك ونتمنى لك التوفيق بما تحاول القيام به ولو أننا نرى بأن مقولة ” إيد وحدة ما بتصفق” صحيحة ولايمكن تجاهلها.
لمن يعتقد بأننا نطبل بمقالنا للسيد الوزير فليقرأ مقالاتنا السابقة ذات الوسوم المتعلقة بالتموين والمسؤولين. وعلى سيرة التطبيل ياريت الوزارة فيها كذا عمرو سالم، لكنا لم نتردد لحظة بالتطبيل لعرنوس. دمتم ودامت سوريا بلد الخير والحب
A2Zsyria