التربة العدوانية ترفع تكلفة البناء … أكاديمي: لا يوجد اهتمام في سوريا بفحص التربة قبل الأعمال الانشائية
في الوقت التي تعلن فيه الحكومة السورية التشدد في الإجراءات والتقيد التام بالاشتراطات الهندسية لناحية الدراسات ومنح الرخص والتنفيذ، ووضع ضوابط لعمليات استلام المواد، وخاصة بعد كارثة الزلزال يتفقد عددا من المسؤولين بناء على حافة الجرف الصخري في موقع عين الريس في منطقة القدموس الذي تعرض لبعض الانهيارات.
وأكد استشاريون ومهندسون معماريون، وعاملون في مكاتب متخصصة في المقاولات والتعمير والمشاريع لموقع “سونا نيوز” ضرورة تبني إعداد قاعدة معلومات وبيانات، وخرائط دقيقة، توضح مواقع وخواص ما يعرف بالترب “العدوانية” في داخل النطاقات والتجمعات السكانية، لافتين إلى أن التربة “العدوانية”، لها مخاطر عدة على البناء على المدى القصير أو البعيد وهذا ما حصل وتكشفت اسراره في سوريا بعد الزلزال .
اقرأ أيضا:الزلزال ينسف مهنة البطنجي
وحول أهمية دراسة التربة وخاصة للأبنية العالية في مرحلة إعادة الإعمار بين الدكتور المهندس والخبير في إعادة الإعمار عمر الشيخ خليل في تصريح خاص “لسونا نيوز” أن اسباب العيوب والمشاكل في المشاريع الانشائية في الاطار العام يعود إلى قصور أداء كل من الاستشاري والمقاول والمالك .
واشار الشيخ خليل إلى أن المهندس الاستشاري لا يعطي الاهتمام الكافي لتقرير فحص التربة من جهة عدد وأعماق وتوزيع نقاط سبر التربة للوصول إلى صورة واضحة عن تموضع طبقات التربة وسماكتها والصخور لمعرفة خصائصها الفيزيائية والميكانيكية والكيميائية ليتم بناء عليه تحديد قوة تحمل التربة المسموح بها والعوامل اللازمة للتصميم الانشائي والزلزالي.
وأكد الشيخ خليل غياب مفهوم رقابة وضمان الجودة عند تنفيذ مختلف الأعمال الانشائية من قبل المهندس الاستشاري.
واعتبر الشيخ خليل أن سوء التنفيذ من قبل المقاول له عدة أسباب منها عدم وجود الكادر الفني المؤهل للتنفيذ، وعدم إجراء الاختبارات الفنية للمواد المستعملة في الأعمال الإنشائية بالشكل المطلوب للتأكد من سلامتها .
ولفت الأستاذ الجامعي إلى ظاهرة استخدام البناء إلى غير الغاية المخصص لها من قبل المالكين وخطورة هذا الاستخدام، وإجراء تعديلات انشائية على الأبنية من دون الرجوع إلى الاستشاري المصمم، وغياب مفهوم الصيانة الدورية والصيانة الوقائية للمشروع .
اقرأ أيضا:تفاصيل خسائر سورية من الزلزال
وحول آلية التنفيذ الصحيحة التي يجب أن تتبع في مرحلة إعادة الإعمار دعا الشيخ خليل إلى الاهتمام بالمتطلبات الفنية الواجب توفرها في تقرير فحص التربة حتى يتم اختيار نوع الأساسات بشكل مناسب للبناء لتحقيق عوامل الأداء والأمان اللازمة، وضرورة ادخال الاختبارات الجيوفيزيائية إلى المشاريع الكبيرة والمميزة لفهم طبيعة الأرض ومشاكلها كأداة مساعدة للاختبارات الجيوتقنية
ورأى الأكاديمي الشيخ خليل أن التأكد من عوامل السلامة والأمان بالمشاريع الانشائية أهم من الجدوى الاقتصادية، والعودة والالتزام بالكود العربي السوري لضمان سلامة المشاريع المنفذة.
ويبقى السؤال لو تم الالتزام بالدراسة الفنية للتربة قبل الترخيص هل كنا وصلنا الى هنا؟ ولماذا تم اهمال وعدم التركيز على دراسة التربة في الاشتراطات الجديدة؟!.
سونا نيوز
صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress/