الفقر يسرق معاني العيد في سورية ..!!
مع اقتراب عيد الفطر السعيد، وكرم الحكومة المعتاد على منح الإجازة والعطلة الطويلة، وحرصها على سلامتهم على طريق السفر ونشر النصائح والتعليمات لحمايتهم، يسأل مواطن سوري وموظف حكومي رفيع، أين هي معاني العيد في سورية؟ ّ!
للعيد معاني معروفة للجميع من الناحية الدينية، وهي جائزة من الله تعالى للمسلمين بعد صيام شهر رمضان المبارك، ودعا إلى حسن استقباله، لكن السؤال كيف نستقبله إذا تحول 90 بالمئة من السوريين من مقدمي الزكاة إلى من يستحقون الزكاة، ولا أحد يزكيهم لا الحكومة ولا التجار، ولا 10 بالمئة المتبقية من الشعب التي تتمتع بالبحبوحة من تجار الأزمات في سورية، أو غيرهم.
معاني العيد
فقط بعض المغتربين يرسلون بعض أموالهم إلى الدائرة المقربة منهم، وخاصة بعد أن ضاقت المعيشية عليهم في الخارج وكثرة من هم حواليهم في سورية بحاجة للمساعدة، وعجزهم عن تقديم أدنى المساعدات لهم، فهل السوري تنعم بهذا المعنى للعيد ووصل إلى مرحلة الرضى والشكر على كل حال.
اقرأ أيضا:الفقر يحرم أطفال سوريا الطول وفرحة أعمارهم
وللعيد معان اجتماعية يأتي لترسيخ روابط الأخوة والمحبة بين الجيران والأقارب فيتبادلون التهاني والزيارات كما هو المعتاد، لكن للأسف في سورية حتى زيارة الأقارب غير ممكنة حاليا بسبب تكاليف السفر بين المحافظات، لمن يملك سيارة خاصة أو لمن ينوي الذهاب بوسائل النقل العامة، وتكاليف التنقل بين محافظتين لعائلة من 5 أشخاص تتجاوز 500 ألف ليرة فقط أجور تنقل من دون أي مصاريف أخرى، وحتى الاتصالات ودفع الفواتير أصبح هناك من يهكل همها، واقتصرت المعايدات على رسائل الواتس آب .
شراء الملابس الجديدة للأطفال
ومن معاني العيد المعروفة للجميع شراء الملابس الجديدة للأطفال، وخاصة الملابس التي يحبونها ويفضلونها وتمنحهم قيمة معنوية اضافية لهم، وهنا إذا كان لباس طفل 5 سنوات تكلفته على البسطة بضاعة ستوك 500 ألف ليرة، فعن أي فرح وأي معنى وأي قيمة لهذا العيد عند الأطفال، والفقر حرمهم من أبسط حقوقهم الاحتفال بالعيد.
ومن معاني العيد تحضير الحلويات التي أصبحت من الماضي بالنسبة ل 90 بالمئة من الشعب السوري، واقتصرت على مأكولات شعبية بسيطة تغزو الأسواق ولا تتمتع بشروط صحية، والدخول إلى المحال التجارية يحتاج إلى حمل حقيبة من الأموال لشراء الحلويات التي اعتاد السوريون سابقا أن يقدموها في بيوتهم.
العيدية للأطفال
ومن معاني العيد العيدية للأطفال وتوزيع العيدية لأطفال الجيران بالله عليكم من يمنح أولاده العيدية، وما هي العيدية التي يمكن أن تكون مرضية لطفل، هل 50 ألف ليرة عيدية للطفل تكفي لسندويشة شاورما، وعلبة عصائر وهل من لديه ثلاثة أطفال قادر أن يمنح نصف راتبه الوظيفي الذي يشقى به طوال الشهر عيدية لأطفاله.
اقرأ أيضا:خلاف أكاديمي حول خط الفقر
ومن معاني العيد حضور عرض السيرك والذهاب الى مدينة الملاهي وهذه الطقوس أصبحت خارج الحدود والحسابات ومن الماضي البعيد كون تكلفة أقل لعبة 15 ألف ليرة غير أجور الوصول واندثرت هذه الأماكن لغالبية الشعب السوري.
زيارة الاقارب والمعارف
ومن معاني العيد زيارة الاقارب والمعارف والسفر خارج البلدة وفرصة للقاء الأخوة ضمن المحافظات، فهل السوري براتب 400 الف ليرة قادر على استقبال الضيوف إذا كان سعر كيلو القهوة يتجاوز 150 الف ليرة، وتكلفة أبسط فطور 200 الف ليرة، وتكلفة التنقل بين القرى لا أقل من 150 الف ليرة أجرة سيارة فعن أي معاني نتحدث .
السوريون بعد 14 عاما من الأزمة في سورية تتعمق معاناة جيل بأكمله حتى يتم سرقة فرحته ولقمة عيشه ولباسه ومستقبله، وأصبحت عينه بلقمة رفيقه في المدرسة والروضة، ويطالب أهله بالسفر من أجل جلب الأموال له، فوجود الأهل في حياتهم من دون وجود الأموال لا قيمة لها، كما لا قيمة ولا معنى للعيد في سوية في ظل الفقر المدقع الذي يعاني منه أكثر من 90 بالمئة من الشعب .
خط أحمر
صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress