فكرة قياس الذكاء العاطفي للموظفين تُثير السخرية
تعمل وزارة التنمية الإدارية على إجراء اختبارات الذكاء العاطفي للعاملين في الدولة المثبتين من الفئة الأولى، لغاية قياس أثر الذكاء العاطفي على الأداء الوظيفي، ومدى صلاحيتهم للوظيفة العامة، واستلام المناصب الحكومية .
وجاءت دعوة الموظفين للحضور إلى المركز المخصص لاختبارات الموظفين وسط الخلافات بوجهات النظر حول تنفيذ نظام الحوافز في الجهات العامة، وفي الوقت التي يقدم يوميا مئات الموظفـين استقالتهم من الوظيفة العامة.
الفكرة تثير السخرية
وأثارت فكرة قياس الذكاء العاطفي السخرية والنقد والنكتة بين الموظفين، ولو كان هناك ذكاء حكومي وقياس ردود الأفعال لتوقفت فورا عن هذه الاختبارات.
وترى خبيرة الموارد البشرية وخريجة معهد اينا (ع – ر) في تصريح خاص “لسونا نيوز” أن قياس الذكاء العاطفي من المتطلبات الجديدة في السيرة الذاتية التي تطلبها بعض الوظائف الخاصة، والتي تحتاج إلى قدرات من نوع خاص.
وفي المقابل هذه الوظائف مخصص لها رواتب عالية تكفي شاغل الوظيفة لمعيشته الشهرية، وتزيد معه للقيام بأعمال الترفيه أن أحب، وليس لراتب الفئة الأولى الذي وصل إلى السقف لا يتجاوز 350 ألف ليرة وأقل من ثمن حذاء، ويأتي الموظـف وفكره مشغول بلقمة عيشه وليس بما سيقدمه من عمل مبدع .
الجميع راسب بالعاطفة
وأشارت الخبيرة كيف سنطلب من الموظف الذي يأتي إلى مكان عمله على مضض التحكم في مشاعرة وسلوكياته الاندفاعية، وفهم الاشارات العاطفية من الآخرين والتقاطها وهو غير قادر على سماع مطالب أولاده من قلة السيولة في يده .
واعتبرت الخبيرة أن توقيت إجراء الاختبارات أمام هذه الرواتب وفي الوقت التي فكر الجميع بعمل آخر وترك الوظيفة العامة هو مستفز للجميع، ولا يحمل أدنى الذكاء العاطفي، ولو تم إجراء الاختبار اليوم لجميع العاملين في الدولة فنتيجتهم ستكون رسوب بالعاطفة.
فهل يعقل أن يضع الموظف من راتبه من أجل أن يصل إلى مكان عمله وخاصة أن راتب الموظف لا يكفي الموظف استهلاك لباس وأجور الطريق ومن ثم دعوته لقياس الذكاء العاطفي لديه، فعن أي ذكاء يتحدثون .
الذكاء العاطفي مثل الحوافز
مدربة التنمية البشرية في مركز خاصة صفاء علي ترى أن الذكاء العاطفي يقوم على تحديد العواطف وفهمها وإدارتها، وهو مجموعة مهارات جسمية حاسمة تؤثر على جوانب الحياة العملية من العمل الجماعي، والتواصل إلى القيادة وصنع القرار، ومن حق الموظـفين اليوم أن يستهجنون اختبارات الذكاء العاطفي.
وترى أن العقدة الأكبر أمام العمل هي الأجور والمرتبات، وحتى الحوافز التي وعدونا بها كانت دراستها وطريقة توزيعها مستعجلة وغير منطقية، والدليل على ذلك تعميم مجلس الوزراء على الوزارات لوقف تنفيذ نظام الحوافز من أجل القيام بمراجعة شاملة له.
فما هي مبررات اشغال الموظفين اليوم وصرف الأموال على اختبارات الذكاء العاطفي لموظف لا يجد ورقة بيضاء في مكتبه، ولا قلم أزرق للكتابة، كما لا يجد الإنارة ويحلم بالتدفئة ووسيلة نقل تنقله إلى وظيفته وتعيده إلى منزله، عن أي ذكاء عاطفي تتحدث وزارة التنمية الإدارية ياترى؟!
سونا
صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress