رسائل فارس الحلو إلى أحمد الشرع
في لقاء مطول ضمن بودكاست “سوريا لوين” الذي تبثه منصة “دويتشه فيلله” العربية، وجه الممثل السوري فارس الحلو رسائل مباشرة إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، متقمصاً دور المستشار.
وقال الحلو: “أنا من الناس اللي مصدقين الشرع، لكن عليه أن يدرك أن المشكلة ليست سياسية، بل أخلاقية، وأن التسويات مع أزلام النظام والمليارديرات مثل قاطرجي وحمشو وصقر هي من أسباب إعادة تشكل منظومة القمع، ويجب محاسبة المجرمين الطلقاء من كل الجهات، سواء المجرمين زمن النظام البائد، أم المجرمين المسؤولين عن أحداث الساحل”، في إشارة إلى أنباء انتشرت في الأشهر الماضية عن تسويات أجرتها الحكومة الجديدة مع رجال أعمال وقادة ميليشيات داعمين لنظام الأسد المخلوع.
رسائل فارس الحلو إلى أحمد الشرع
واعتبر الحلو أن إعادة تفعيل مجموعات “ردع الساحل” كان نتيجة مباشرة للتسويات مع المتنفذين، مؤكداً أن “التسريح التعسفي لعشرات آلاف الموظفين، من دون معالجة عادلة، عمق الشرخ وزاد الاستياء”، محذراً من أن “الانتهاكات التي وقعت هناك – والتي فجرت جراحاً طائفية، ربما تتكرر في أماكن أخرى، إذا لم تتم مساءلة المسؤولين”.
وشدد الحلو على ضرورة تضمين تجريم الطائفية والعنصرية في الدستور السوري الجديد، واصفاً ذلك بأنه “أحد جبهات الحماية الأساسية في وجه أي تدخل خارجي”، مكرساً مساحة واسعة من حديثه للتأكيد على أن “العدالة الانتقالية هي المدخل الوحيد نحو السلم الأهلي”، مشدداً على أن “الناجين يعرفون المجرمين الذين تواروا، سواء في سوريا أو في لبنان وروسيا، ويجب الضغط لكشف مصير المفقودين ومحاكمة المتورطين”.
وقال الحلو الذي كان أحد أبرز الفنانين المعارضين للأسد: “نحن في شبكة ناجون نعمل على محاربة ثقافة الإفلات من العقاب بكافة الوسائل الفنية والإعلامية والحقوقية”، مطالباً بتفعيل مبدأ المكافآت لقاء معلومات تؤدي إلى اعتقال مجرمي الحرب.
سقوط النظام أتاح فرصة حقيقية للسوريين لتفعيل أحزابهم
وأكد الحلو أن سقوط النظام أتاح فرصة حقيقية للسوريين لتفعيل أحزابهم وتنظيماتهم السياسية والثقافية، معبراً عن تفاؤله بولادة نظام تشاركي جديد، “لا يمكن أن يكون ديكتاتورياً بعد هذه الثورة العظيمة”، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن “الشعب وحده يحمل مسؤولية بناء الدولة المنتظرة”، مضيفاً: “رهاني على السوريين، لا على أي جهة خارجية. ومن دون وطنيين موثوقين من كل الأطياف، لا يمكن أن نبني وطناً يحمي نفسه من الانقسام والفوضى”.
وكشف الحلو عن نيته العودة إلى سوريا والاستقرار فيها، مشيراً إلى صدمة عائلته من مشاهد الفقر المدقع خلال زيارة قصيرة. وأضاف: “أريد أن أؤسس لمشروع ثقافي وفني هناك، وأن أساهم في بناء ذاكرة جماعية تساند العدالة الانتقالية”.
انتقد الحلو بشدة الدراما السورية
وانتقد الحلو بشدة الدراما السورية، وخصوصاً في سنوات الثورة، معتبراً أنها تجاهلت مأساة السوريين واشتغلت على تمييع الرواية. وقال: “الخلاف مع بعض الفنانين لم يكن سياسياً بل أخلاقياً. جريمة وقعت أمام عينيك، وأنت تبررها، وتطلب أن نتعامل باحتراف؟ هذا غير مقبول”.
وتحدث الحلو عن مشروعه الفني في المهجر، وهو تمثال المعري البرونزي للنحات عاصم الباشا، والذي شارك في مشروع إنجازه 214 سورياً. وقال إن التمثال “رمزية ثقافية ضد الطغيان، ورسالة من ناجين أرادوا أن يخرجوا من مظلومية الاعتقال ليصنعوا شيئاً بأيديهم. وفي معرض حديثه عن مخاطر التقسيم، قال الحلو: “الحديث عن تقسيم سوريا يتجدد سنوياً، لكنه غير واقعي، لا في الشمال ولا في الجنوب ولا في الساحل. من يريد الفصل يحتاج للموارد وهذا غير ممكن عملياً”.
وأضاف أن “ما يجمع السوريين اليوم يجب أن يكون الثورة والدولة المدنية، لا فقط العداء لبشار الأسد”. وفي ختام اللقاء، وجه الحلو نداء لتأسيس إعلام مستقل يموله السوريون بأنفسهم، “قناة تشبه دويتشه فيله، تعبر عن كل أطياف السوريين، وتكون جزءاً من بناء الدولة الجديدة”.
صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress?locale=ar_AR