Uncategorizedحكي الناس

في سوريا .. إختيار الوظائف الإدارية الأولى بالشبر

دمشق..
قبل أقل من عام على نهاية خدمته، تم ترشيحه الى اتباع دورة برنامج الجدارة القيادية، ليبدأ الهمس والثرثرة في وزارته، هل إدارة التقاعد بحاجة أى جدارة قيادية، أم ينوي التمديد بحجة أنه أصبح بعد هذه الدورة من جهابذة الإدارة ،أم لا يوجد بديل .
آلية إختيار الوظائف الإدارية في سورية لغز محير وسؤال على لسان كل موظف حكومي، هل يتم الاختيار وفق المؤهل العلمي وهناك الكثير من المدراء يديرون مؤسسات لا تمت الى اختصصاهم بصلة، أم وفق التدرج الوظيفي وهناك بعض الموظفين يولدون مدراء ولا يعرفون التدرج الوظيفي أو العمل من دون كرسي المدير، أم هل يتم الاختيار وفق الانتماء الحزبي، أم حسب التوصية العليا، هل يتم الانتقاء وفق معايير الجمال أم الطول أم هناك مقياس خاص بالشبر، أسئلة مفتوحة يرددها كل موظف إداري ولا إجابات شافية لها .
ولكل من يسأل عن سبب الفشل الإداري الذي نعيش منعكساته من أزمات متعاقبة بالرغم من اتباع الأنظمة الالكترونية في التوزيع وتنظيم الدور، يدرك أن الفشل الإداري في سورية موروث عتيق ومن الصعب التخلص منه بالنوايا والعزم ودورة بالجدارة هنا وورشة عمل هناك .
في سوريا التسابق للوصول الى المناصب له أسبابه كونه من أقل المفاصل الادارية عملا، ولا يحتكم الى القانون والأنظمة بل يتم اختراع الاجتهادات والتعاميم لتجاوز القوانين وخدمة من يؤمنون الاستمرارية في المنصب، أو الوصول الى منافع مادية من استثمار العقود والمناقصات وتجارة المحروقات واصلاح السيارات والعقود الجانبية هنا وهناك، اذا لم يتوفر عقود خارجية أو مناقصات بحجم المليار .
التوزيع المناطقي والحزبي والطائفي موجود في توزيع المناصب ولا يمكن نكرانه أو القفز فوق منه، وقد يكون من الصعب بمكان الاختيار كون المعيار الاساسي والأهم (المهنية)غائب تماما عن انتقاء المدراء، لذلك تجد أن من هم في الإدارة العليا يشتكون من قلة المعروض أمامهم من مدراء، أو من ضعفهم في الإدارة، وما نشاهد من عزل مدير وإعادته الى المنصب نفسه في وقت قصير يؤكد على محدودية الرؤية ضمن عدسة الشبر لمن يختار المدراء .
قد يسأل سائل هل يمكن تحسين جودة الإدارة اليوم وسط هذه الظروف والرواتب المدنية للمدراء كون المدير بحاجة الى بريستيج خاص في الملبس والضيافة والحياة الاجتماعية، سنقول إن المدراء في مجملهم لا يعانون من فقر الحال، وهناك الكثير ان لم نقل معظهم ترك الإدارة ولديه من الميراث الذي جمعه خلال سنوات إدارته لا يقدر بثمن قليل .
الاستمرار في النهج القائم على اختيار الادارات بالشبر من المنطقي جدا توقع النتائج إن وجدت ستكون بالفتر ونول إن وجدت .
A2Zsyria

Visited 12 times, 1 visit(s) today