في عيد الجيش .. عظماء في الظل لم يبخلوا وهم الآنَ محتاجون للوطن
طرطوس..
عن شخصٍ مخصوصٍ بالعطاء أتحدثُ هنا؛ شخصٍ لم يهملْ مكانتَه الوطنية لهذا استحق مع من يشبهه في الصفات و العادات أن نقفَ قليلاً لنتأمل قيمة المنح التي أحاطوا بها وطنهم دون كلل ولا ملل ولا تجهّم ولا حتى تأفّف
إنّه الطبيبُ الشاب أحمد عبد الرحمن، المناضل في صفوف الجيش العربي السوري على مدار تسع سنوات، فمباركٌ لوطنهِ نضالُه ومباركٌ له تسريحُه ومباركٌ لمرضاه رجوعُه إلى عمله الأساس، ومباركةُ لأهلِه صفةُ الافتخار بابنهم البار
هل كان محظوظاً حقّاً ذلك الشابُّ الذي تفوّق وحصلَ على فرع الطب البشري، ربّما كان محظوظاً أكثر لأنّ اللهَ خصَّه بالذكاء والقدرة على التميّز والتفوق فنال اختصاصَ الجراحةِ العظمية، وربما كان محظوظاً أكثر فقد كان له شرفُ المشاركة في الحرب على وطنه كمقاوم؛ٍ فدفع الألم والعذاب عن إخوته الجنود في ساح الوغى…
ولكن هل كان محظوظاً عندما تسرّحَ أبناءُ دفعته جميعُهم باستثناء الأطباء من اختصاصه.. فاختصاصُه اختصاصٌ مهمُّ في ذلك المكان الذي لايميّزُ الحجرَ من البشر من الشجر …وبعد مضي سنوات عدّة كان محظوظاً لأنه استطاعَ أن يعودَ إلى حياته الاجتماعية والنفسية والعملية.. لكن هل كان هذا البطلُ محظوظاً في الابتعاد عن مهنته قرابةَ تسعِ سنواتٍ، هذا يجعلني أُطلقُ افتراضاً مجازياً ماذا لو كان على رأس عمله خلال هذه السنوات التسع في عيادته وفي غرف العمليات يمارسُ إبداعه الطبي ويرى في عيون مرضاه نظراتِ الامتنان والتقدير حاظياً على أوسمةِ الثناء لإنجازاته البيضاء في اختصاصه…..
أو ماذا لو سافر إلى الخارج خلال هذه السنوات التسع كما فعل غيرُه من أقرانه الأطباء، ربما كان سيحصل على مجدٍ عالميّ بفضل ذكائه وقدرته على الابتكار باختصاصه…. لكنه لم يخترِ السفرَ، لم يخترِ التقاعسَ عن أداء واجبه المقدّسِ تُجاهَ وطنه الذي احتاجَه…
ولكن ماذا عن الآن ..كيف حالُه الآن وقد عادَ إلى ساحة العمل بعد تسع سنوات من النضال في العيادات الحربية…
أيها الوطنُ الجريحُ العميقُ السامقُ بأبنائك، هذا الطبيب مع زملائه الأطباء من عاشوا نفس التجربة هم أبناؤكَ البارّون، الذين لم يبخلوا عليك عند حاجتك إليهم، وهم الآنَ محتاجون إليك كي يكونوا كما رغبوا أن يكونوا من أجلك، فالوطن يزهرُ بأبنائه والأبناء ينتجون في بيئاتٍ تناسب مكنونَهم.
الطبيب الانسان والراقي أحمد عبد الرحمن يبدأ مشوار عمله في مشفى الدريكيش الوطني بعد جهد كبير ومن باب الشكر لجهوده سطرنا هذه الكلمات.
A2Zsyria