Uncategorizedتقارير خاصةعرب وغرب

كم يحمل ماكرون من الخداع في زيارته الى لبنان

بيروت..
بعد أقل من 48 ساعة من الكارثة التي وقعت في مرفأ بيروت جاءت زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت بعد سيل من المساعدات الدولية ومواقف التضامن العربي والدولي .
ماكرون الذي وصل الى بيروت وترجل الى مسرح الجريمة يسير بين بقايا الحطام ويشم رائحة البارود ويعاين القطع البشرية المتناثرة ينزع كمامته لمخاطبة من سُمح لهم الاقتراب منه نزع سسترته ويحضن سيدة لبنانية وكانه يرسل برسالة الى الشعب اللبناني يؤكد ما غرد به على تويتر بالعربي “لبنان ليس وحيدا”يقول انها رسالة دعم وصداقة الى الشعب اللبناني ويزف لهم خياراته اما الاستمرار في طريق المعاناة والالم أو تنفيذ ما أسماها الاصلاحات، وهناك حاجة عاجلة للاستجابة لها دون أن يوضح ماهذه الاصلاحات التي يريدها ويدعم مكره بتقديم المزيد من المساعدات.
وبين الانقسام الواضح في الشارع اللبناني بين من ينادي بعودة الانتداب الفرنسي، وبين من يريد لجنة تحقيق دولية في الجريمة، وبين من يتقاذف الاتهامات ويحمل الرسائل السياسية المبطنة بقذارة التحالفات الدولية والذي يعكس الصراع الدولي على أرض لبنان.
الماكر ماكرون جاء الى لبنان وخلع سترته ليعلن ميثاقه الجديد حول لبنان في وجه الطبقة السياسية الحاكمة، ويشمر عن اكمامه في رسالة استعداده التام لتننفيذ الميثاق، ولا نعلم ان كان الميثاق الذي يريده هو ما دفع الالاف لتوقيع ضمن عريضة مقابل حفنات وولاءات وفيز سفر واقامات فرنسية.


انفجار بيروت ولد لحظات عصيبة وكارثة انسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والكارثة الأكبر هي انقسام المزاج اللبناني بين متفائل بالمساعدة الفرنسية السخية الى لبنان، وبين من ينتظرعودة الانتداب الفرنسي، وبين من يتمسك بوطنه ويطالب ويثق بمؤسسات بلده ويطالب بالتحقيق المهني والموضوعي، والذي عبر التاريخ لم يجر بمهنية في لبنان وحتى ان جرى لا تظهر نتائجه نتيجة الانقسام في التيارات اللبنانية التي تمثل الانقسام الدولي الحقيقي .
ماكرون لم يخف مكره وقال انه لمس غضب الشارع اللبناني الذي يحتاج الى الاصلاح السياسي، والى المساعدات التي سيشرف على توزيعها، كما سيتدخل في التحقيق في اسباب الانفجار وكانه يقول ان هذا الاصلاح ستقوده فرنسا وعينه على المؤسسات المصرفية والمصرف المركزي الذي يفتقد الى الشفافية من وجهة نظره، ومن لا يعلم أن الصراع الدولي اليوم يقوم على السيطرة على المصارف المركزية الذي تعتبر مفاتيح السيطرة على الدول .
ومن باب الصراع الدولي تظهر مديرة الصندوق الدولي وتدعو الى كسر الجمود في المناقشات المتعلقة بالاصلاحات ، بينما الامم المتحدة تدعو الى اجتماع عاجل، وماكرون الى مؤتمر دولي لجمع المساعدات والمنح والمزيد من التدخل في شؤون لبنان .


ماكرون أشهر مكره وسيفه واجتماعاته الخاصة واستعداده للقتال من أجل الحصول على الدعم الدولي المشروط بحكومة منتخبة ورئيس منتخب وبناء دولة القانون على حد زعمه ، وصياغة ميثاق سياسي جديد للبنان، ولا نعلم ان كان كل ما سبق وترتيبه مدرج ضمن أجندة دولية متفق عليها لحل أزمات المنطقة المتعثرة منذ سنوات .
وبكل ما يحمله الماكر من انسانية مزيفة يدعي ماكرون ان بلاده معنية بالحفاظ على السيادة اللبنانية، وتحمل خطة عمل لتحقيق النهضة المطلوبة في لبنان من دون الحكومة الحالية التي لم يمض عليها أكثر من 6 أشهر، ومن دون الوعود بتقديم صور الاقمار الاصطناعية حول المرفا للجنة التحقيق .
فعلى ما يبدو ان الجمر سيشعل تحت رماد تفجير مرفأ بيروت، وندعو الله ان لا تطول الأزمة أكثر من ذلك كون العباد في هذا الشرق البائس أتعبتها الخيانة والبيع والشراء بالأوطان مقابل التمسك بكرسي نهايته وخيمة وقذرة وتحمل من الخداع أكثر من مكر ماكرون .

A2Zsyria

Visited 20 times, 1 visit(s) today