اخترنا لكمسيليكونيات

هل يهدد التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي مستقبلنا المهني؟

كثر الحديث مؤخراً عما يمكن للذكاء الاصطناعي فعله، وزادت التكهنات بتأثيره المحتمل على فرص العمل المستقبلية. البعض وصل إلى حدود التوقع بالاستغناء عن عدة مهن وحتى اختفاء العديد منها. الموضوع ليس بهذه البساطة ولا يمكن الجزم بأن هذه التوقعات ستحدث بالفعل.

لا شك بأن التغيير قادم لا محالة وأن للتكنولوجيا دوراً هاما في حياتنا وهذا الدور إلى الآن يبدو دوراً إيجابياً هاما ومساعدا للجميع في مواقع عملهم من الفلاح إلى العامل وسائق التاكسي مرورا بالمدرس والطبيب والإعلامي والمهندس والمحامي.

من يعمل في قطاع التكنولوجيا يدرك أنه ثمة حاجة دائمة لوجود عامل بشري في عدة مواقع للتأكد من سلامة ودقة وجودة الخدمة المقدمة حتى في ظل وجود نظام مؤتمت وحديث. لانه وإلى هذه اللحظة لم تعط الآلة حرية اتخاذ القرارات التي قد يكون لها تأثير على العامة وأقصد هنا البنى التحتية الأساسية والتي تؤثر على الناس مباشرة ( ثمة مستوى محدد لايزال محافظا على التقليد بضرورة مشاركة العامل البشري باتخاذ القرار أو بدقة الموافقة على القرار التي تقترحه الآلة أو خوارزمية العمل المتبعة).

وبالعودة إلى فكرة اختفاء بعض المهن، نعم يمكن أن نشهد تراجع بالطلب على مثلا موظفي الاستعلامات ومراكز خدمة المواطن ولكن في نفس الوقت سيزداد الطلب على محللي الأنظمة والمطورين. الافتراض بأن الحلقة كلها ستكون مؤتمتة لا يعني أنها قادرة على تلبية متطلبات العامة بالطريقة المثلى. هذا مشابه تماماً لما قيل منذ ٣٠ عاما عما ستفعله ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. في الحقيقة هذه الثورة خلقت فرص عمل جديدة والتقنية استخدمت لتسهيل حياة الناس.

اقرأ أيضا:خفايا في ترخيص التطبيقات الذكية

حقيقة أن الذكاء الاصطناعي له قدرات كبيرة لا أحد يمكن أن يتجاهلها، وحقيقة أن جودة ودقة مايمكن للآلة والذكاء الاصطناعي أن يفعله ضمن بيئة مؤتمتة بالكامل أيضاً لا يمكن إنكاره. ولكن كل هذا يتغير بوجود عامل بشري ضمن الحلقة السايقة، إذ أن العلاقة بين الآلة مع الآلة الأخرى تحكمها المعالجات وتوجهها بروتوكولات الاتصال ويمكن لها أن تعمل وبوثوقية عاليه في كل الظروف مما يقلل الخطأ أو يكاد يلغيه تماماً، وهذا مايمكن ملاحظته في اختبارات السيارات ذاتية القيادة. إذ أن أغلب الأخطاء حدثت بسبب وجود عامل بشري تسبب بإشكال على الطريق لم يستطع الكمبيوتر ونظام التحكم والقيادة في السيارة من التعامل معه بطريقة مناسبة. طبعا إن وجود طرق خاصة للآليات ذاتية القيادة لن يتسبب بوقوع حوادث.

اقرأ أيضا:نسخة تجريبية من خدمة بحث الذكاء الاصطناعي «إس جي إي»

التطور التكنولوجي السريع غير حياتنا والكل لمس ذلك، والعقد القادم سيشهد تحولات تتماشى مع التقدم التكنولوجي، مع عدم نسيان أن المحرك الأساسي لكل هذا هو اللهث وراء الربح ومراكمة الثروة للشركات الحاكمة. هذا قد يفتح الباب أمام حرب موجودة وراء الكواليس بين الشركات التي تروج للتكنولوجيا والتي تقف ضدها على خلفية مصالح اقتصادية بحتة مبنية على توقعات قد لا تكون دقيقة أو حتى واقعية. فكما يعلم الجميع نحن محكومون من قبل هذه الشركات التي أوشكت على مصادرة الهوية الوطنية لجميع دول العالم وفق مبدأ العولمة الذي لا يعرف الحدود بين الدول.

لحسن الحظ ( شر البلية ما يضحك) وربما من نافل القول أننا في سوريا لسنا معنيين بما يحدث لأننا أبعد مايكون عن كثير من البديهيات التكنولوجية التي تعتمد لتسهيل حياة الناس ودعم رفاهيتهم، والحياة التي نعيشها لا يوجد بين مفرداتها شيء يسمى سهولة وحتى لفظة رفاهية لم يعد أغلب الناس يعرف ما تعنيه هذه المفردة البغيضة.

A2Zsyria

صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress/

Visited 6 times, 1 visit(s) today