حملة مقاطعة المتة تدعو الى مقاربة اسعارها ومحاسبة من اعطى الضوء الاخضر لرفعها

دمشق..
مع وصول سعر كيلو المتة اليوم الى مستويات قياسية في الاسواق السورية ،انتشرت حملات مقاطعة المتة بكثرة على وسائل التواصل الاجتماعي، ووضعت شركات المتة وخاصة مجموعة كبور – المستورد الاكبر في السوق السورية- في خانة لا تحسد عليها من النقد المفلوت وتوزيع الشتائم والدعوات لمحاسبة المجموعة على الاسعار التي ارتفعت عشرات الاضعاف قياسا بالمواد الاخرى .
وفي مقارنة بين اسعار المواد في عام ٢٠١١ وسعر المتة حيث كانت تباع العلبة ربع كيلو ٢٥ ليرة، واسعار المواد اليوم مقارنة مع سعر المتة، حيث علبة السردين كانت تباع ٢٥ ليرة مثل المتة اليوم سعرها ٦٥٠ ليرة والمتة ١٤٠٠ علما ان المادتين في نفس خانة الاستيراد.
ومن الاسعار التي كانت موازية لسعر المتة دخان الحمرا، ومعجون الاسنان، والمرتديلا ، والغلورتس ،وعلبة الفول، والكلور، وعلبة الشاي، والكولا، وكيلو السكر كان اغلى، وليتر الزيت كان يساوي سعر علبتين متة ، اما اليوم اسعار هذه المواد جميعها يتراوح بين ٥٠٠ و٧٠٠ بينما المتة بوزن اقل وسعرها ١٤٠٠ ليرة .
وما زاد الطينة بلة هي اجراءات التسويق المتبعة لدى مجموعة كبور- المسوق الاكبر للمتة – بمحاولة تقنين توزيعها لتخلق حالة من الطلب والفوضى في الاسعار بين تجار الجملة والمفرق ، مع غياب تام للرقابة .
واعتدنا ان نسمع عن اجتماع ومشاورات قبل ارتفاع اسعار المتة؟ الا ان الوزير الجديد ما زال مشغولا بترتيب مكتبه الداخلي، كما ان هناك مصادر تحدثت عن الحصول على الضوء الاخضر في رفع اسعار المتة من رئاسة مجلس الوزراء، والا ما هو المبرر لترك الشارع يغلي على مواقع التواصل، وارتفاع الاصوات والشتائم دون اي اجراء حكومي او حتى اعلان عن مخالفة وتنظيم ضبطا واحدا .
بدائل المتة متوفرة وبكثرة في سورية، انها النباتات الطبية والعطرية لكن حتى اليوم لم تتخذ الخطوات الجدية لطرح البدائل بقوة كونها متوفرة بكثرة وبانواع مختلفة في الريف السوري .
الحس الحكومي لالتماس نبض الشارع يجب ان يكون على درجة عالية من الحساسية، وترك الاسواق تسير على عماها لا يصب في مصلحة التجار، كون المستهلك هو المحرك الاساسي للاسواق، والدعوات الى مقاربة سعر المتة مع اسعار المواد الاخرى التي كانت بنفس السعر قبل الازمة في سورية ،دعوات منطقية وتستحق التوقف والتأمل، كما يستحق سؤال من اعطى الضوء الاخضر لشركات المتة لرفع اسعارها الجواب المنطقي .
A2zsyria