اخترنا لكمتقارير خاصة

ماذا وراء الهدوء الذي يحيط بولادة الحكومة 

دمشق..
يترقب الشارع السوري إعلان تشكيل الحكومة السورية أو على الأقل معرفة شخص رئيس الحكومة السورية المقبلة الذي سيكلف بتشكيلها وانتقاء الفريق الذي سيدير شؤون السوريين للفترة المقبلة. ولا يخفى على أحد أن السوريين قاسوا من سنيين عجاف تكاد تقارب عقداً من الزمن. خسروا فيها الآلاف من محبيهم بسبب الإرهاب والحرب والحصار، إضافة إلى الخسائر الاقتصادية التي دمرت القطاعات الاقتصادية كافة من زراعة وتجارة وصناعة وسياحة وعقارات.

ومع تراجع حدة العمليات العسكرية واستعادة الحكومة السورية لزمام المبادرة على أغلب بقاع الجغرافية السورية، برزت في السنتين الاخيرتين عدة معطيات دولية وإقليمية زادت من معاناة السوريين، كان للعقوبات الدولية والحصار وقيصر ووباء كورونا الحصة الأكبر في زيادة معاناة السوريين خارجياً. يصاف إلى ذلك الفشل الحكومي في التعامل مع الأزمات التي قدت مضاجع الناس وأثقلت كاهلهم لدرجة أن حال الناس الاقتصادي ووضعهم المعاشي بلغ حدوداً لم يعتد كثير من السوريين عليها، وذكرت بعضهم بأيام الثمانينات عندما كان البلد محاصراً إبان الحرب الأهلية اللبنانية والأزمة الدبلوماسية بين سوريا والعراق.

بالعودة إلى موضوع التأخير في إعلان الحكومة والهدوء الذي ينتاب تشكيلها وغياب التصريحات من أي جهة مسؤولة، فإن الصمت المطبق الذي يحيط بولادة الحكومة يشي بأمرين، الأمر الاول يقضي بأن تكون الطبخة الحكومية تعد على نار هادئة وهي جاهزة بانتظار أن “تتنهنه” وأن مسألة إعلانها هي وقت وتوقيت، وقد تعلن بأي لحظة.  أما الاحتمال الثاني فإنه يفي بأن تكون مكونات الطبخة غير مكتملة وهنا أيضاً يمكن أن نكون امام احتمالين بوجود نقص ما، إما في  الأساسيات أو في الكماليات. فالأساسيات تقوم على الحقائب السيادية والكماليات تقوم على حقائب وزارات الدولة وبعض الوزارات التي قد يكون دورها في المرحلة المقبلة أقل أولوية من باقي الوزارات والتي تعتبر بمثابة البهار للفريق الحكومي (لا يمكن أن ننكر أبداً أنها تؤثر على الأداء الحكومي الكلي وهي جزء لا يتجزأ من العمل الحكومي بالمحصلة).  طبعا مسوغات التأخير  الأكثر المنطقية تفيد بأن يكون اسم رئيس الحكومة المقبل لم يتم حسمه، إذ ان الأسماء التي سربها الإعلام قد لا تكون هي وحدها المتداولة، ومن يعلم لعل الاسم او الأسماء تخضع للتعديل في آخر لحظة.

لن ندخل بمتاهة الأسماء والترشيحات والتنبؤات والتنجيم وقراءة الكف ولكن التأخير في إقرار وإعلان الحكومة ليس امراً صحياً و طيباً. فالاستحقاقات كبيرة والتحديات التي تنتظر الفريق الحكومي لا يستهان بها، بدءاً من كسب ثقة الشارع ومساعدة الناس ومحاولة تحسين أحولهم المعاشية إلى تحديات الإدارة والتطوير والملفات المعاشية والاقتصادية في ظل ظروف الحصار إضافة إلى التحديات الاجتماعية والتعليمية والخدماتية والإعلامية والثقافية. وبما أن القائمة تطول ولا يتسع المجال لتشريح التحديات والصعوبات والمهام التي تنتظر  الحكومة داخلياً وخارجياً، نحن أحوج ما نكون إلى دقة وتوفيق في اختيار الأسماء و سرعة في إعلانها أملا بتحريك عجلة الاقتصاد وتحسين واقع الناس التي أنهكتها الهموم وأثقلت كاهلها الظروف التي فتكت بآمالهم. نسأل الله للحكومة الولادة اليسيرة والموفقة لما فيه مصلحة الناس ومستقبل الوطن.

A2Zsyria

Visited 5 times, 1 visit(s) today