التجار تبلع زيادة الرواتب تحت شعار “رمضان كريم وحسم 30 بالمئة”
خلال أقل من أسبوعين على قبض الزيادة على الرواتب والأجور التي وصلت الى 100 ألف ليرة دفعها المواطن من فم ساكت زيادة في الأسعار، وتحت شعار “رمضان كريم والحسم 30 بالمئة”.
ومع بدء قبض الزيادة بدأ التجار يرفعون الأسعار التي تزامنت مع بداية شهر رمضان وما يعرف عند الشوام “بتكريزة رمضان “وهي التحضير للشهر قبل أسبوع من شراء المنتجات اللازمة وهذه “التكريزة” كانت حجة التجار لرفع الأسعار دون حسيب أو رقيب وتحت عنوان زيادة الطلب على أساس أن الأسواق محكومة بالمنافسة.
زيادة الرواتب
الموظفون في الدولة براتب لا تصل إلى نصف مليون ليرة لكبار الموظفين في الدولة يشعرون بالصدمة القاتلة من هذا الارتفاع الكبير وغير المسبوق في الأسعار، ويسألون عن الأسباب وخاصة في ظل انخفاض الأسعار العالمية، وتحسن سعر صرف الليرة أمام الدولار الأمريكي بعد إقرار الزيادة بحدود ألف ليرة، ومع ذلك الأسعار جنت وطارت .
الجميع يسأل ما هي مبررات ارتفاع سعر كيلو الفروج بعد إقرار الزيادة 10 آلاف ليرة إذا سعر الصرف تحسن، وما مبرر ارتفع سعر كيلو الحمص الى 40 ألف ليرة سورية التي تنتج الحمص الحب وتصدر ولماذا غير متوفر إلا لدى شركة معينة، وأين الخطة الزراعية للبقوليات؟ وما هو سبب هذا الارتفاع؟ وأين ذهب الإنتاج والدعم الزراعي؟ .
اقرأ أيضا: السوريون يندمون على ساعة المطالبة بزيادة الرواتب
ومن الفروج إلى الخضار هذه الأخرى التي ارتفع سعرها على حد الجنون، ووصل سعر كيلو الكوسا في العاصمة دمشق إلى 20 ألف ليرة، والباذنجان المحاشي إلى 17 ألف ليرة، والفليفلة أغلى من الفريز، وحتى الحمضيات ارتفع سعر الكيلو أكثر من الفين ليرة بعد إقرار الزيادة، ماذا حصل ومن بلع الزيادة بلا شفقة أو رحمة؟ ومن سمح للتجار بلع هذه اللقمة الكبيرة التي نهمت الأسواق وجيوب المواطنين.
صمت المسؤولين أفضل
الزيادة في الرواتب تتحول إلى كارثة على جيوب أصحاب الدخل المحدود والحكومة تراقب ماذا سيعود إلى خزينتها من الأموال التي تضخها في الأسواق، ولكن للأسف لا يعود سوى التضخم والكارثة على الاقتصاد السوري، ومبررات التجار لولا تحسن سعر صرف الليرة كانت الأسعار سترتفع أكثر، والحجة البعض يرميها في البحر الأحمر، ويرد عليه مسؤول حكومي أنه حصل على تأمين البواخر القادمة إلى سورية في البحر الأحمر، والمواطن يحمر وجه من الخجل عن المسؤولين وتصريحاتهم المتناقضة والفاقعة ويا ريت ما يحكوا أحسن.
الناس كرهت الزيادة
البعض أخذ ينقل تسريبات في المجالس الخاصة عن زيادة قريبة على الرواتب والأجور فيرد عليه من هم في الحضرة من أصحاب الدخل المحدود “منشان الله ما عد بدنا زيادة” كلما زاد الراتب قلت قيمته وارتفعت الأسعار وزادت معاناتنا، فهل تتخيلون تأثير الزيادة الأخيرة على الأسواق، وماذا فعلت في التضخم لدرجة أن الموظف أصبح يحسب ساعات دوامه على قيمة راتبه، وعمت الفوضى في الوظيفة العامة، وقلة الاهتمام، والموظف الذي يحتك بالمراجع يطلب الاكرامية ويعتبرها حقا مشروعا له كون راتبه لا يكفي أجار الطريق فما بالك بمن يستأجر منزل أو من لديه طلاب في الشهادة الثانوية، أو طلاب جامعات ومصاريفهم اليومية أصبحت بالهبل.
حالة العجز والصمت الحكومي على واقع الأسواق بعد زيادة الرواتب وتهافتهم أمام الكميرات لإعلان التخفيضات الوهمية في مهرجانات مفضوحة تسابق لرفع الأسعار تثير ألف سؤال وسؤال عن دور المسحراتي في ايقاظ النيام وعن كرم التجار في شهر رمضان .
خط أحمر
صفحة الفيس بوك :https://www.facebook.com/narampress/