«اليوم المشؤوم» يوميات نازح لبناني
«اليوم المشؤوم» يوميات نازح لبناني .. كان يوم الجمعة 27 أيلول 2024، يومًا فاصلًا بالنسبة لسكان الضاحية الجنوبية لبيروت. قبل ذلك «اليوم المشؤوم» كما يصفونه، كانت الضاحية لا تزال تحافظ على نوعٍ خجولٍ من الحياة. لكن مع تصعيد الاحتلال الإسرائيلي حربه على لبنان الأسبوع الفائت.
نزح الكثير من أهالي الضاحية إلى خارج بيروت، ومنهم من نزح من منطقة إلى منطقة داخل الضاحية، وذلك تحسبًا لتوسع العدوان الإسرائيلي. مع ذلك، ظل مشهد الحياة قائمًا في ضاحية بيروت وقتها.
«اليوم المشؤوم» يوميات نازح لبناني
محال تجارية ومطاعم لا تزال مفتوحة، أسواق الخضار والفواكه مكتظة نسبيًا، شبان على دراجاتهم النارية يتجولون في الأحياء، إنارات في البيوت ليلًا. غير أنه يوم السابع والعشرين من أيلول، حوالي الساعة السادسة والربع مساءً، انقلبت الأحوال.
مشهد الهلع الذي حدث مع هذه الضربة لم يعتده الأهالي منذ حرب تموز عام 2006. هول الضربة التي استخدم فيها العدو أكثر من 80 طنًا من المتفجرات هزّ أرجاء بيروت بأكملها والمناطق المحيطة بالعاصمة، ليقف كلّ من شعر بهذه الضربة مذهولًا.
الجميع شعر أن الضربة كانت قريبة جدًا منه حتى أتى الخبر أنها استهداف لمركز قيادي لحزب الله. ومع محاولة استيعاب الصدمة، همّ الأهالي بتوضيب بعض الأغراض والانطلاق فورًا، تاركين البيوت والأملاك خلفهم وبيدهم حقيبة صغيرة على اعتبار أنهم سيتركون منازلهم لمدة يوم أو يومين ومن ثم يعودون. أما من قرر البقاء، فلم يمكث طويلًا.
الطلب من الأهالي الإخلاء
مع قدوم الليل، بدأ المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بنشر أوامر إخلاء، إما عبر بعث رسالة نصية للأماكن التي تنوي «إسرائيل» قصفها، أو من خلال نشر فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي، يطلب من الأهالي الإخلاء.
صحيح أن الكثير من النازحين استطاعوا تأمين بيوت في مناطق جبل لبنان وطرابلس وعكار والشمال، غير أن الشريحة الأكبر لم تستطع دفع الإيجارات الباهظة التي تتراوح بين ألف وألفي دولار للشهر الواحد إضافة إلى دفعات التأمين وطلب الدفع سلفًا، الأمر الذي اضطرهم للذهاب إلى مراكز الإيواء.
صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress/