سياسسة الانتقام لا تبني سوريا ياسادة
خاص-
مع بدء المتطوعين في الجيش في سوريا تسليم عهدتهم وإجراء التسويات يسمعون عن مصيرهم راجعونا بعد عدة أيام إذا لا يوجد عليكم اتهامات تأخذون هوياتكم، وفي حال كنتم في قائمة التشفي والانتقام فهناك تصرف آخر .
دعونا نعود في الذاكرة إلى بداية الأزمة السورية في عام 2011 عندما أطلقت أول رصاصة في درعا من الذي خرج للإعلام ويقول الأزمة “خلصت”، هل تعرفون من هو الذي أتاه الأمر بأن الأزمة “خلصت” ليس سوري، وليس من الجيش، والجيش أكل القتلة أولاً في بداية الأزمة، وفي نهايتها، واليوم هو في قائمة الاتهام والتخوين والشك والمحاسبة وعلى مقصلة الانتقام .
سياسسة الانتقام لا تبني سوريا ياسادة
طبعا الجيش الذي أقصده هو الجيش السوري الذي كان يضم من جميع الأطياف ومن كل منزل قبل الأزمة، ومن أفضل الكفاءات والخبرات، ومن الفقراء والذي وزير دفاعه من محافظة، ومستشاره من محافظة أخرى، ونائبه من عشيرة مختلفة، وسائقه من محافظة رابعة، ومدير مكتبه من مكون آخر، ورئيس أركانه من محافظة خامسة واليوم هذا الجيش انتهى على الأرض ولم يعد له أي وجود لكن يجب أن نحافظ على التنوع الجميل .
وبالعودة إلى كلمة “خلصت” علينا أن نعترف أن الحرب على الأرض السورية كانت حربا بالوكالة، والشعب السوري بمجمله كان الضحية، وفي البداية كانت وسائل الإعلام الأجنبية تقود الشارع السوري، والمحللين السياسيين أيضا، وأدخلوا مصطلحات غريبة على الشعب السوري فرقت بين السوريين، واليوم للأسف تعود هذه المصطلحات، وتبتعد خطوط التلاقي، ويرتفع النفس القبلي على النفس السوري.
لا شك أن ما حصل وسقوط النظام كانت سوريا بأمس الحاجة له من أجل فرمتة نظام العمل الذي كان قائما، ومتعثرا من كثرة الفيروسات والانتهاكات والسرقات والعقليات القبلية والأحزاب المتهالكة، وهذا ماكتبنا عنه عدة مرات وكنا ننادي به .
رواتب المتقاعدين
اليوم سوريا تفتح صفحة جديدة، وتعمل على إعادة النظام السوري، وهي أمام خيارين إما تنزيل نظام مبرمج ومجرب في دول مشابهة لسورية، أو إعادة برمجة النظام وفق برمجة سورية خاصة، وهذا يحتاج إلى وقت وهدوء وروية، وتبريد الرؤوس الحامية، وابعاد سياسة الانتقام والنظر إلى المستقبل من جميع أبوابه.
اقرأ أيضا: إسرائي تعربد في سماء سوريا وتتوغل في أراضيها من دون رقيب
الجميع يسأل اليوم عن مصير رواتب العسكريين والمتقاعدين وورثتهم، والقانون يقول أن العقد شريعة المتعاقدين، والتأمينات الاجتماعية المدنية والعسكرية جمعوا تأمينات جميع المنتسبين إلى الدولة السورية، ومنهم من قام بالاستثمار بأموالهم كما هو الحال في الدخول كشريك في البنك الوطني القطري، وفي القانون والحق الجميع يجب أن يستحق الحصول على تعويضاته وتأميناته، وهذا يجب أن يكون واضحا لدى القيادة العسكرية الجديدة، وأن تمد يدها للصلح والمصالحة مع الجميع، وأن تعتمد على مستشارين لديهم الخبرة، والابتعاد عن الرؤوس الحامية الساعية للانتقام .
الانتقام من حرامية الخزينة
من وجهة نظري يجب والجميع كسوريين يطالب بالانتقام من حرامية الخزينة، وإعادة الأموال المنهوبة ومحاسبة المنتفعين من الخزينة، والذين بنوا ثروات طائلة من أموال الشعب، وعلى الرؤوس الحامية أن تفرمت نظامها وتوججه نحو الهدف الصح الذي يجمع السوريين.
اقرأ أيضا:الجولاني: وضع سوريا لا يسمح بالدخول في صراعات جديدة
من سخرية القدر أحد أساتذة الجامعات تعرض للإصابة إثناء خدمته وتأخر بالالتحاق فاعتبر افراري، والنظام السابق رفض إعادته إلى عمله كونه تأخر بالالتحاق بمهمته، واليوم مصنف ومحسوب على النظام السابق، كما هو المستخدم المدني الذي عمل مع الإدارات كان يحاسب على أنه مدني يقبض راتب مدني، واليوم مصنف على أنه يعمل مع النظام والأمثلة كثيرة على ذلك.
سوريا اليوم أمام فرصة تاريخية من أجل أن تكون مثلا في تسوية النزاعات كما هو الحال في تجربة دولة الجزائر التي عانت من نزاعات مشابهة للحالة السورية، واليوم تدرس في جنوب افريقيا، والحالة المصرية أيضا، ودعونا نعترف أن جميع الشعب السوري كان الضحية الكبرى من أجل لملمة الجراح وتنظيفها ومداواتها، والنظر إلى الأمام والمستقبل وبناء نظام سوري مع مضاد فيروسات قوي وقطع الطرق على جميع الحاقدين والطامحين بخيرات بلادنا الخيرة.
A2Zsyria
صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress?locale=ar_AR