مطالب باستقالة وزير الثقافة .. وتساؤلات حول شقيق الرئيس
أثار ظهور وزير الثقافة السوري محمد صالح في مضافة مَن اعتُبر أحد رموز “الحرس الثوري الإيراني” في سوريا، جدلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى حد المطالبة باستقالته من منصبه في الحكومة السورية الجديدة.
والحديث يدور حول فرحان المرسومي، الذي اتهم بـ “صفقاته المشبوهة، وولائه المطلق للمشروع الإيراني في سوريا”، وبأنه “أحد أبرز أذرع “الحرس الثوري” في الشرق السوري، وشكّل رأس الحربة في تجنيد أبناء المنطقة ضمن صفوف الفوج 47 الإيراني، وساهم في إحكام قبضة طهران على مفاصل اجتماعية وعسكرية داخل دير الزور. كما لعب دورًا محوريًا في إدارة شبكات تهريب السلاح والمخدرات، بغطاء مباشر من “الفرقة الرابعة”، مستفيدًا من علاقاته الوثيقة بماهر الأسد”. وجرى تداول صور سابقة للمرسومي في مضافة تعلوها صور لشقيق رأس النظام المخلوع.
وزير الثقافة السوري
ولم تكتف الانتقادات بتناول وزير الثقافة بل طالت أيضًا شقيق الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي ظهر رفقة الوزير في مضافة المرسومي، والذي فتح تساؤلات وتشكيكات حول ظهور وتدخّل أشقاء الرئيس السوري الانتقالي في الشأن العام. خصوصًا بعد تعيين ماهر الشرع بمنصب الأمين العام لرئاسة الجمهورية، بعد أن شغل منصب وزير الصحة في حكومة تسيير الأعمال السابقة.
اقرأ أيضا: وزير الإعلام يغلق بابه في وجه الصحفيين
ولم يخف الناشطون السوريون قلقهم من استعادة أساليب تذكر بنظام الأسد المخلوع، إذ كتب جمال مامو على صفحته في فيسبوك: “لا أعرف شخصيًا ما علاقة السيد وزير الثقافة، وأي وزير ثقافة آخر في العالم، بزيارة المضافات، وممارسة طقوس ارتداء البشوت، إلا إذا كان السيد الوزير يعتقد أن دوره يقتصر على دور شاعر القبيلة الواجب تكريمه في المجالس بسبب قصائده العنترية. أما عن مرافقة السيد جمال الشرع له، والذي لا يحوز أية صفة رسمية، فأستطيع القول إننا كسوريين انتقلنا نقلة نوعية من الصفة إلى الاسم؛ حيث كنا سابقًا مع جميل الأسد، فصرنا الآن مع جمال الشرع”.
المطالبة باستقالة الوزير
وكتب حسن عبد الله خلف: “صور وزير الثقافة محمد ياسين صالح إلى جانب شقيق الرئيس أحمد الشرع في مضافة فرحان المرسومي ليست تفصيلًا بروتوكوليًا، بل دليل على غياب الحد الأدنى من التدقيق، وفشل مكاتب العلاقات العامة في الوزارة”. موضحًا: “المرسومي، أحد أبرز أذرع إيران في دير الزور، ومنسق التجنيد للفوج 47، وتاجر السلاح والمخدرات المقرّب من ماهر الأسد، يعود من الظلال ليظهر علنًا… بعباءته طبعًا!”، وختم: “كفّوا عن ارتداء العباءات… فإنها اليوم لا تستر بل تفضح”.
وعلق الشاعر والكاتب السوري المعروف بشير البكر، على صفحته في فيسبوك، بالقول: “وزارة الثقافة بسوريا أرفع من أن تسند إلى شاعر رديء، وشخص يفتقر لثقافة تليق بسوريا الجديدة. لا ينتظر السوريون ثقافة مضافات وعباءات عشائرية من بقايا الحرس الثوري الإيراني، وعرض ذوات بائس على وسائل التواصل، بل ثقافة اختلاف وتجديد. أي وزير يتسلم هذا المنصب، يجب أن يحترم رأسمال السوريين الثقافي والأخلاقي، وألا يكون أقصر قامة من الوزيرة نجاح العطار صاحبة الدور المشهود له في نهضة سوريا ثقافيًا في الثمانينات”.
بدوره قدّم وزير الثقافة السوري اعتذاره عن الفيديو المتداول، من دون الإشارة إليه بشكل مباشر، إذ غرّد، على صفحته في منصة إكس بالقول: “في كل يوم يُطلب مني مئات الصور مع الناس. ولا أستطيع أن أكشف عن صدور الناس وأعرف مشاربهم وانتماءاتهم. أريد أن أعتذر للشعب السوري العظيم عن أي صورة- غير مقصودة- مع أي شخص محسوب على النظام البائد”.
القدس العربي
صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress?locale=ar_AR