التعايش مع فيروس كورونا واقع لا مفر منه .. هذا ما يحدث في المشافي
دمشق..
من يتابع سلوك وزارة الصحة في التعامل مع فيروس كورونا المستجد، وخاصة بعد تسجيل أكثر من 730 اصابة بحسب المسحات التي أخذت فقط ،مع وجود مئات الحالات المشتبهة التي يكتب لها الوصفات في المشافي ويطلب منها الالتزام بالحجر المنزلي، يؤكد من دون أدنى شك أن الوزارة تتجه الى فرض ثقافة التعايش مع وباء كورونا، وخاصة مع اعلان منظمة الصحة العالمية أن العالم يشهد أخطر حالة صحية عالمية على الاطلاق، بعد تجاوز حاجز الاصابات 17 مليون اصابة على مستوى العالم .
وزارة الصحة المنهكة من قلة الادوات الطبية، والخبرات المهاجرة ، والأدوية والكيتتات الخاصة بالفحص المخبري “بي سي ار” اتجهت الى رفع درجة الحذر الشديد ، والدعوة الى اتخاذ الاحتياطات كالتباعد المكاني وتجنب التجمعات، كون العودة الى الحظر الكلي أو الجزئي غير مفيد، وعلى السوريين التعايش مع كورونا.
وتحاول الوزارة فرض اسلوب التعايش المريح مع كورونا، وذلك من خلال سلوك التطبب في المشافي خلال الفترة الاخيرة وبعد مراجعة اقسام الاسعاف عشرات الاصابات يوميا، حيث يتم استقبال المريض وقياس اكسجته اذا كانت لاتحتاج الى عناية يطلب منه الالتزام في منزله مع وصفة الأدوية المحددة في البروتكول العلاجي، ومن دون صورة صدر أو طبقي محوري وحتى بعض الحالات المصابة التي يتم تخريجها من المشافي تتم من دون فحص “بي سي آر” وذلك بعد استقرار حالته 3 ايام من دون أعراض او تدهور حالته .
وفي مشفى المواساة حيث العديد من المرضى في قسم الاسعاف تتنظر دورها للقبول في العناية الصدرية، وبعض الحالات في العناية وضعها غير مستقر وينتظر دوره للقبول على المنفسة ،هذا الدور الذي يخضع الى الواسطات والتلفونات كون عدد المنافس لا يتجاوز 8 في قسم الصدرية، ومنافس الجراحة لا يمكن تلويثهم بكورونا، وبعض الحالات تفارق الحياة في الاسعاف قبل صعودها الى الشعب المختصة .
ويتولى مكتب دفن الموتى في المشفى التعامل مع وفيات كورونا، وتجهيز المتوفي ونقله الى مقبرة نجها برفقة احد ذوي المتوفي، وفق الشروط المحددة للتعامل مع الوفيات، ووضع الجثة في كيس محكم الاغلاق وغيرها من اجراءات .
ومن الغريب بالأمر توفر كيتات لإجراء مئات التحاليل بي سي آر يوميا لمن يريد مغادرة القطر بعد دفع مبلغ 100 دولار، بينما المواطن المشحر الذي لا يملك واسطة يكتفي بقياس اكسجته، أو صورة صدر، ومن يجرى له صورة طبقي محوري يكون من صف المدعومين، ومن يأخذ له مسحة “بي سي ار” يكون من فئة المرفهين .
في كل الاحوال جميع فئات الشعب السوري في المحافظات العشر التي سجلت اصابات اتجهت الى استخدام الفيتامينات التي تساعد في تقوية المناعة، وخاصة المستوردة منها ما ينذر بنقص هذه الفيتامينات وارتفاع أسعارها، والمتاجرة بها دون رقيب أو حسيب.
التعايش مع وباء كورونا أصبح أمرا واقعيا وعلى الجميع التخلي عن تقاليده وطقوسه اليومية وفي المناسبات، والاتجاه الى كبار السن وذوي الامراض المزمنة للمحافظة عليهم ووقايتهم بتجنب الاختلاط معهم، ومراقبة أحوالهم الصحية، والعلم ان المشافي السورية غير مجهزة للتصدي لهذا الوباء، ورفع درجة الثقافة والوعي بكيفية التعايش معه بأقل الخسائر الممكنة ومن دون نق وركزولي على كلمة نق كون الموت محكوم بالقدر .
A2Zsyria