اخترنا لكمحكي الناس

تركيب نظام التتبع لسيارات المسؤولين سيفضحهم

دمشق..
منذ الصباح الباكر، ترجل ركاب مبيت إحدى السيارات الحكومية وبدؤوا بدفعها في شوارع المزة 86 بدمشق، لعدم عرقلة السير، كون السير باتجاه واحد ويتسع لسيارة واحدة.
يقول سائق السيارة لـ “أثر برس”: “سيارتي من نوع ميكرو مازدا بحاجة إلى صيانة قطع عدة، وأبلغت إدارتي عن الأعطال الموجودة بالسيارة لكن للأسف الجواب لا توجد إمكانية للصيانة، والتعليمات لديك مدة جلب موظفين في الصباح وإعادتهم بعد الظهر وعليك القيام بالمهمة، والسيارة بين الفينة والأخرى تتعطل ويقوم الموظفون “بدفشها” لإيصالها إلى مكان لا تعيق السير به، ثم يتم جرها إلى مركز الصيانة”.
وأشار السائق إلى أنه من كثرة المطالبة بصيانة الأعطال الكبيرة من دون استجابة نسي هذه الأعطال، مضيفاً: “أصبحت أسير بالسيارة على التوكل، وأحياناً يلاحظ بعض الموظفين أن حال السيارة فنياً ليس على ما يرام، ولكن الجميع يقطّع وقتاً وهمه أن يمضي اليوم بسلام ويصل إلى عمله أو منزله”.
مدير الصيانة في إحدى المؤسسات الحكومية أوضح لـ “أثر” أن كل سيارة يصرف لها صيانة بقيمة 100 ألف ليرة سنوياً، وهذا المبلغ لا يكفي ثمن كوليات أو ضوء صغير، أو حتى أجرة فحص دوزان، أو ثمن بطارية، والأعمال الكبيرة بحاجة إلى موافقة وزير، والتعليمات الوزارية توصي بعدم الإكثار من طلبات الصيانة كون الأحوال المادية ضيقة، مضيفاً: “نحاول التسكيج بالسيارات الموجودة وتسيير السيارات بالدفش، وكل يوم يمر من دون أن يسجل انقطاع سيارة نحمد الله على مروره بخير”.
ولفت مدير الصيانة إلى أن “السيارات القديمة في شركته جميعها، لكان مصيرها التنسيق منذ سنوات لو كان البلد في حالة طبيعية، لكن كوننا في أزمة ولا توجد سيارات جديدة نحاول ترقيع ما أمكن من هذه السيارات، علماً أن مصاريف صيانتها أكثر من خدمتها، واستئجار سيارات خارجية لمبيت الموظفين صعب جداً، كون الأرقام التي تُطلب كبيرة جداً ولا توجد ميزانية لتغطيتها”.
ومن الأفكار المطروحة بقوة بحسب مصادر “أثر” نية الحكومة تركيب جهاز “جي بي أس” على السيارات الحكومية، والعمل على صرف مستحقات السيارات حسب المسافة المقطوعة وليس حسب الكمية المحددة كما هو الواقع اليوم للمديرين بـ70 ليتراً شهرياً، علماً أن هذه الكمية كانت سابقاً أكثر من ذلك، والهدف هو منع متاجرة بعض المديرين الذي يستلم 4 أو 5 سيارات بالبنزين.
ويقول بعض المديرين من الدرجة الثالثة لـ”أثر”: “الكثير من السيارات المتسلمة من المؤسسات لا تعمل، ونحن نستخدم سياراتنا الخاصة وبنزين مدعوم، وفي حال تركيب جهاز “جي بي أس” هناك آلاف السيارات الحكومية لا يتحرّك دولابها كونها بحاجة إلى صيانة وقديمة جداً، ويتم صرف مستحقاتها من البنزين لصالح الإدارات العليا”.
اليوم مع الواقع المتردي لأسطول النقل الحكومي الذي يوصف بالقدم وعدم التجديد والصيانة والذي يسير بالدفش والدعاء، يبدو أن تطبيق نظام الـ “جي بي أس” سيكشف الكثير عن المستور وخاصة من يتسلّم أكثر من ثلاث سيارات.

أثر برس

Visited 15 times, 1 visit(s) today