اخترنا لكمتقارير خاصة

إلى من يعنيه الأمر في وزارة التربية ( إن ثمة من مهتم)

دمشق..
الصورة المرفقة أدناه هي لإجابة تلميذ في الصف الثالث على سؤال مفاده: ماهو الشكل الذي لا يتضمن زوايا. والسؤال كما ترون هو اختيار من متعدد، والخيارات المتاحة أمام الطفل هي الدائرة، الكرة والمكعب. إجابة التلميذ كانت الكرة، ورد فعل معلم الصف هي أن الإجابة الصحيحة هي الدائرة.

لا شك أن ثمة مشكلة كبيرة في الطريقة التي نتعاطى بها مع الأطفال ولا نعلم حقيقة كيف لمعلم صف أن يخطر بباله أن يضع بين الخيارات لهكذا سؤال كل من الكرة والدائرة. نحن لا نشك أبدا بعبقرية من وضع السؤال وحكمته وبعد نظرة، ونؤمن بأن الإبداع والابتكار موجود حتى في الأسئلة والإجابة والخيارات والتصحيح، فكيف إن كان الإبداع في كل ماسبق مع إضافة حالة تشجيع التلميذ على عدم التفكير مطلقاً وإجباره على وضع دماغه في مخللات الحفظ والابتعاد عن التفكير.

المشكلة الكبيرة أن هناك قصور كبير في طريقة تعاملنا مع الأطفال وكيف ننمي ملكة التفكير عندهم؟!. كلنا مسؤولون أمام مايحدث لأطفالنا نعم كلنا، التربية والأهل والمدرسة والمعلم والمجتمع. تعزيز ثقة الطفل بنفسه شئ أساسي يحتاجه كل الأطفال، لا نريد لأطفالنا مزيداً من المآسي والضغوطات.

نحن لا نطالب بزيادة الدعم للمدارس أو بشراء قرطاسية أو توفير مستلزمات التعليم، نحن نطالب فقط بشي بسيط لا يكلف المعلم ولا المدرسة ولا التربية قرشاً واحداً، نطالب منهم أن يكونوا موضوعيين ويفكروا ولو لمرة واحدة بالتخفيف من كيل اللكمات لهذا التلميذ الذي لا ذنب له.

ثمة حاجة ماسة إلى تعميم أو ربما تشريع يفيد بأن الإساءة إلى التلميذ وتعنيفه حتى بطريقة السؤال أو ردة فعل المعلم لقاء إجابة التلميذ الصحيحة والتي قد تغيب عن ذهن المعلم يعتبر إساءة مقصودة ويجب أن تخضع للمساءلة.

كثير من معلمي الصف يتمتعون بملكة حب التعلم ولا يعيب كثير منهم سؤال أهل الاختصاص بقصد الأستزادة ولكن هناك شريحة من معلمي الصف تعتبر نفسها أخوة أنشتاين في الرضاعة. ولكن يتناسون بأن أنشتاين نفسه لم يقل يوما بأنه ختم العلم.

محزن جداً أن نغفل الطريقة الصحيحة للتعامل مع الطفل، الذي لا يحتاج إلى العلم بقدر ما يحتاج إلى أن يثق بنفسه وبمعلمه. السير في الطريق الصحيح لبناء شخصية سوية يبدأ من السنين الأولى، والتدمير غير المقصود للطفل يبدأ من سنين مبكرة.

ندرك أن تعاميم وزارة التربية بهذا الخصوص حاضرة ولكن تذكير المعلمين بها بشكل دائم هو مسؤولية التربية بدءاً من الوزارة وانتهاء بإدارة المدرسة.
من يعتقد أن هذه التفاصيل ليست هامة وأن الطفل يتأقلم مع كل شيء، فليتذكر نفسه عندما كان تلميذاً وكيف كان يعامل وماهي الطريقة ونمط المعاملة التي كان يرغب بهما.

التفكير داخل الصندوق سيقودنا كلنا نحو التهلكة، من يقتل إبداع الطفل ومن يقيد فكره هو ومن دون دراية يساهم في أذيتنا جميعاً أيضاً من دون دراية.

A2Zsyria

Visited 8 times, 1 visit(s) today