اخترنا لكممن هنا وهناك

أحد صعاليك الشام غاب دون وداعها

رحل أمس الجمعة  أحد صعاليك الشام الكاتب والمخرج المسرحي التونسي “حكيم مرزوقي” عن 58 عاماً. قضى ثلاثين عاماً منها في العاصمة السورية دمشق. شارك خلالها بتأسيس المسرح السوري.
الكاتب الذي أمضى في دمشق أكثر من نصف عمره. غادرها عام 2012 إبان اندلاع الحرب التي أجبرته على ترك منزله في “صحنايا”. حيث درس خلالها الأدب العربي في جامعة دمشق وأسّس لاحقاً فرقة “الرصيف” التي جابت العالم وحصدت جوائز عدة في بروكسل ولندن وغيرهما.

سيرة ذاتية  للمرزوقي

كما اتّخذ صاحب “حلم ليلة عيد” و “اسماعيل هاملت” و “قلوب” من شخوص دمشق وسكان حاراتها البسيطة المتعانقة أبطالاً لحكاياته.
في حين بادله الدمشقيون الحبّ الذي كان يكنّه للشام. يشرب معهم أكواب الشاي ويتبادل الآراء مع جاره البقال الذي صار صديقاً بعد “دين وملح”.

ليس من قبيل المصادفة أن تنعى دمشق بمثقفيها وفنانيها صاحب “بساط حلبي”. فهو الذي وقف على خشبة المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق طالباً. وعمل فيما بعد مع عدد كبير من الفنانين أمثال “سامر المصري”. الراحلة “مها الصالح نوار بلبل، رامز الأسود” وغيرهم الكثير كاتباً ومخرجاً مسرحياً.

اقرأ أيضا:الادب الانثوي صرخة وطن مذبوح

السيناريست “فارس الذهبي” علّق على خبر رحيله بالقول: «وداعاً حكيم مرزوقي، خسارتنا كبيرة فيك يا حبيبي. خسارة أيام المسرح و الفن الحلو و الشام و الضحك و السخرية من هذا العالم».

أما الفنانة “عزة البحرة” فقد نعته عبر صفحتها الشخصية على فيس بوك. حيث كتبت: «السلام لروحك حكيم مرزوقي. التونسي الذي كانت دمشق تنبض في روحه وقلبه وقلمه. التونسي الذي نامت دمشق واستفاقت في عروقه وقلمه. وداعاً حكيم».

 

فيما استذكر “سامر المصري” عبر حسابه على منصة إكس أياماً جمعته بالراحل “مرزوقي” في شوارع دمشق وعمان وإيطاليا ولندن. فكتب: «رحل حكيم مرزوقي الكاتب التونسي الصديق والأخ. والشريك المؤسس معي لفرقة مسرح الرصيف».

لكنّ سامر محمد اسماعيل السيناريست والكاتب الصحفي اكتفى بالقول: «حكيم مرزوقي، هذه ليست مزحة يا صديقي».

أحد صعاليك الشام

من جهتها وجدت الفنانة “أمل عرفة” أن حكيم الذي كان عاشقاً لدمشق، يليق به تشييع تونسي كبير.

هكذا رحل صاحب الجار الثامن الذي عدّ نفسه صعلوكاً من صعاليك دمشق. وتماهى مع شوارعها الفقيرة وبساطة حواريها وزواريبها. دون أن يعود إلى الشام التي غادرها ويلقي نظرة الوداع على منزله في صحنايا. الذي تركه قبل اثني عشر عاماً. لتحلق روحه في سماء “تونس” بلده الأم.

صفحة الفيس بوك :https://www.facebook.com/narampress

Visited 223 times, 1 visit(s) today