اخترنا لكمسوشيال ميديامش عيب

المجاعة الصامتة .. أطفال ينامون بدون طعام

في سورية ثمة جوعٌ آخر جرى الاصطلاح على تسميته ووصفه بالجوع النبيل، وهو تعفف البعض طلبا لكريم الزاد وهذا التعفف أوصل غالبية الشعب السوري إلى ما يعرف بالمجاعة الصامتة، وهذا النوع من الجوع الأكثر بشاعة، ولم تكتشف البشرية ما هو أكثر بشاعة منه حتى الآن.

المجاعة الصامتة

خبراء الأمم المتحدة المنظمة الدولية وضعوا بعض المعايير حول حالة المجاعة، وإعلان منطقة ما أنها وصلت إلى حد المجاعة، ومن هذه المعايير أن يعاني 20% من الأسر على الأقل نقصا شديدا في الغذاء، وأن يتجاوز مدى انتشار سوء التغذية الحاد أكثر من 30%، وأن يتجاوز معدل الوفيات يوميا حالتي وفاة من كل عشرة آلاف شخص، وهذه النسب للأسف منتشرة في سورية، والنسب الموجودة في سورية أعلى بكثير من المؤشرات الدولية .

اقرأ أيضا: الفقر يحرم أطفال سوريا الطول وفرحة أعمارهم

الجوع في سورية يشتد أكثر مع نسب التضخم التي ترتفع بشكل متواتر، وعلى الرغم من الخيرات في البلد والانتاج الكبير الزراعي إلا أن الفقر والجوع يدخلان نوافذ البيوت والعائلات السورية، وخاصة ممن ليس لديهم معيل في الخارج، أو لا يقبضون بالعملات الصعبة، وراتب الموظف لا يكفي لساعات قليلة أو ثمن فاتورة واحدة لحاجة العائلة، أنه يكفي لثمن بيدون مازوت بالسعر الحر فقط ..!.

طلبات مؤجلة

العائلات السورية الصابرة على الفقر وتقوم بترحيل طلبات أولادها وتأجلها منذ سنوات، وتأجيل زيارة الأطباء، ومداواة الاسنان، والأمراض المزمنة، تغرق كل يوم أكثر في المطالبات، والفواتير الكبيرة المطلوبة منها أمام ارتفاع الأسعار المستمر، وأمام الحاجة الماسة للمزيد من الأموال أمام ضعف الصحة بشكل عام، لغياب الطعام الصحي وعدم فعالية الأدوية والاستهتار في الكشف عن الأمراض بشكل مبكر .

اقرأ أيضا: أيها السوريون : استعدوا للأسوأ

في سورية دخل الفقر من النافذة وهرب الحب من الباب، حيث صراخ العائلات يعلو بشكل يومي، و مطالبات كبيرة ومؤجلة ومدخول يفقد قيمته فلم يعد رب الأسرة قادرا على العمل أكثر من 3 أو 4 أعمال في اليوم الواحد، وحتى لو اشتغل عن بعد مع جهة خارجية فالخارج أصبح يستغل السوريين في رواتبهم المتدنية، ويمنحهم رواتب لا تزيد بفرنكات عن رواتب السوريين، ويجد الالاف من المستعدين لتوظيف خبرتهم للعمل والسبب هو الفقر والجوع والمطالبات الكبيرة واليومية والمؤجلة.

أسباب المجاعة

البعض في الحكومة يقول أن المطاعم في سورية مفللة من الزوار، وهو يرى نسبة 10بالمئة من السوريين التي استغلت الأزمة وكبرت حصتها من التضخم أو ممن يقبضون بالعملة الصعبة مقابل أعمالهم أو لديهم معيل في الخارج، والفاسدين الذين يكسبون من رواتبهم يوميا أكثر من 200 ألف ليرة هؤلاء فقط هم وأسرهم يعيشون ويدخلون إلى المطاعم، ويركبون التكسي الأجرة ويشترون من ماركات الألبسة، وخلافا لهذه النسبة أي 90 بالمئة الباقية الأولاد تنام من دون طعام وحتى عروسة الزعتر هجرت المنازل وأصبحت غالية الثمن .

من يرى المؤشرات الاقتصادية من تشديد العقوبات على سورية من قبل الولايات المتحدة ومن التضخم الكبير، وقيام الحكومة برفع أسعارها قبل المصانع والمعامل وحجم الاستهلاك الذي تراجع بشكل مخيف، يدرك تماما أن الشعب السوري وصل إلى فوق الحد الذي وضعته الأمم المتحدة بحد المجاعة، وهذا قد بدأت انعكاساته على الأرض بالسرقة والجرائم والمشاكل الاجتماعية، والخلافات العائلية تكرس مقولة “الفقر هو أسوأ أشكال العنف الذي يحدث في بلدنا” …!!!!

 

خط أحمر

صفحة الفيس بوك :https://www.facebook.com/narampress/

Visited 14 times, 1 visit(s) today